
على طريقة فيلم “البيضة والحجر” للنجم الراحل أحمد زكي، الذي كشف كواليس عقل الدجال المحتال، تتكرر الحيلة ذاتها في الواقع، ولكن بأساليب أكثر تطورًا وخطورة.
إقرأ أيضا:
فمع تطور التكنولوجيا وغياب الوعي، تحوّل الدجالون إلى محتالين عصريين، يستخدمون الإنترنت والذكاء العاطفي لاستدراج ضحاياهم، مستغلين الألم العاطفي أو الأزمات الصحية والمادية.
✳️ أدوات قديمة… وطرق احتيال حديثة
من البخور والطلاسم إلى الجلباب والحديث الديني المزيف، يقدّم الدجالون أنفسهم على أنهم أصحاب “بركة” وقدرات خارقة. يعِدون بـ:
فك السحر
جلب الحبيب
فتح أبواب الرزق
علاج الأمراض التي “عجز عنها الطب”
وكل ذلك مقابل “أتعاب” تبدأ من مئات الجنيهات وقد تصل إلى عشرات الآلاف، بحجة شراء أدوات روحانية أو إجراء طقوس سرية.
✳️ الدجل ينتقل إلى الإنترنت.. والشعوذة “أونلاين”
لم تعد هذه الظاهرة مقتصرة على الأحياء الشعبية، بل غزت مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ينشط هؤلاء المحتالون عبر:
غرف الدردشة
صفحات وهمية باسم “الشيخ فلان” أو “المعالجة الروحانية فلانة”
مقاطع فيديو مزيفة
وغالبًا ما يقع في الفخ الشباب والسيدات الباحثين عن حل سريع لمشكلة عاطفية أو صحية أو أسرية، فيتم خداعهم ثم ابتزازهم لاحقًا.
الأمن يتحرك: القبض على دجال بالإسكندرية
في واقعة حديثة، أعلنت وزارة الداخلية القبض على دجال من محافظة القليوبية يمارس الشعوذة عبر الإنترنت، حيث تواصل مع ضحاياه زاعمًا امتلاكه قدرات روحانية خارقة.
وتم ضبطه في الإسكندرية بحوزته:
أدوات دجل وشعوذة
هاتف يحتوي على محادثات تثبت تورطه
وقد اعترف خلال التحقيقات أنه يمارس هذا النشاط بهدف النصب على المواطنين.
رأي الأمن والخبراء: “الدجل جريمة تمس أمن المجتمع”
🔹 اللواء رأفت الشرقاوي:
“الدجل لم يعد جريمة فردية، بل تهديد اجتماعي واقتصادي. كثير من الضحايا لا يبلغون خوفًا من الفضيحة، ما يشجع المحتالين على الاستمرار.”
وأكد أن وزارة الداخلية تعمل عبر فرق متخصصة في الجرائم الإلكترونية لرصد هذه الممارسات، سواء على الأرض أو في الفضاء الرقمي.
ماذا يقول القانون المصري عن الدجل والشعوذة؟
المادة 336 من قانون العقوبات: تعاقب على النصب والاحتيال بالحبس حتى 3 سنوات.
إذا تم النصب عبر وسيلة إعلام أو إنترنت، تتضاعف العقوبة وفق قانون مكافحة الجرائم الإلكترونية.
ممارسة الطب دون ترخيص أو ادعاء القدرة على الشفاء، تعرض صاحبها للحبس والغرامة، مع إغلاق النشاط ومصادرة الأدوات.
التوعية هي السلاح الأقوى
رغم جهود الأمن، يرى خبراء علم الاجتماع أن الوقاية تبدأ من التوعية، خصوصًا في الأوساط التي تعاني من:
الجهل
الضغوط النفسية
اليأس من الحلول العلمية
ويجب أن تتكامل أدوار الأسرة، المدرسة، الإعلام، والمؤسسات الدينية في نشر ثقافة الثقة في العلم والعقل والدين الصحيح.
الخلاصة: لا تبحث عن الأمل في الوهم
الدجال لا يملك حلًا، بل هو جزء من المشكلة. كل من يقع ضحيته يخسر ماله، وربما خصوصيته، وأحيانًا كرامته.
والرد الحقيقي على هذه الظاهرة هو العلم، القانون، والإيمان الحقيقي بالله لا بالخرافة.