
ورد إلى دار الإفتاء المصرية سؤال شائع يقول: “ما الحكمة من تخصيص سيدنا إبراهيم عليه السلام بالذكر في الصلاة الإبراهيمية في التشهد الأخير من الصلاة؟”، وأجابت الدار عبر موقعها الرسمي موضحة الأسباب الفقهية والروحية التي جعلت إبراهيم عليه السلام يُذكر في كل صلاة يؤديها المسلمون.
إقرأ أيضا:
الحكمة من ذكر سيدنا إبراهيم في التشهد الأخير
أجابت دار الإفتاء أن تخصيص سيدنا إبراهيم بالذكر في الصلاة يعود إلى مجموعة من الأسباب الشرعية والتاريخية التي تواترت في أقوال العلماء، وأبرزها:
1. دعاء إبراهيم بأن يُجعل له لسان صدق في الآخرين
كان سيدنا إبراهيم قد دعا ربه أن يرزقه الذكر الحسن في الأجيال القادمة، فجاءت الصلاة الإبراهيمية استجابةً لهذا الدعاء، وورد في قوله تعالى:
“واجعل لي لسان صدق في الآخرين” [الشعراء: 84].
2. تسمية أمة محمد بـ”المسلمين” على لسان إبراهيم
قال تعالى:
“هو سماكم المسلمين من قبل” [الحج: 78].
وقد سمى سيدنا إبراهيم أمة محمد ﷺ بالمسلمين، فكان من الوفاء والإحسان أن نُذكره في صلواتنا كمكافأة رمزية لهذا الجميل.
3. النبي محمد هو دعوة إبراهيم عليه السلام
جاء في دعاء إبراهيم:
“ربنا وابعث فيهم رسولاً منهم” [البقرة: 129].
وبذلك فإن النبي محمد ﷺ ثمرة دعاء إبراهيم، فجاء ذكره في الصلاة الإبراهيمية تكريماً لهذا الأصل الشريف.
4. سيدنا إبراهيم سلّم على أمة محمد في المعراج
خلال رحلة الإسراء والمعراج، التقى النبي محمد بسائر الأنبياء، ولم يسلّم أحد منهم على أمته سوى إبراهيم عليه السلام، ولذلك أمرنا النبي أن نُصلي عليه دائمًا مجازاةً له على هذه المبادرة المباركة.
5. دعاء إبراهيم لأمة محمد عند بناء الكعبة
بعد الانتهاء من بناء الكعبة المشرفة، دعا إبراهيم عليه السلام قائلًا:
“اللهم من حج هذا البيت من أمة محمد فهبه مني السلام”.
وهكذا أصبح ذكره في الصلاة عرفانًا بدعائه ودعاء أهله لأمة الإسلام.
6. لأن الله اتخذ محمدًا خليلًا كما اتخذ إبراهيم
سُئل النبي عن مكانته عند الله فقال:
“إن الله قد اتخذني خليلًا كما اتخذ إبراهيم خليلًا”.
فكانت الصلاة عليه وعلى إبراهيم تعبيرًا عن هذه الرابطة الخاصة والمكانة العظيمة المشتركة بينهما.
لماذا نقول “كما صليت على إبراهيم” وليس على غيره؟
قال علماء كُثر إن المقصود هو تشبيه الصلاة على النبي محمد ﷺ بالصلاة على سيدنا إبراهيم باعتباره رمزًا خالدًا في الذكر والدعاء، وقدوة في الإيمان والدعوة والتضحية.
الصلاة الإبراهيمية ليست مجرد كلمات.. بل شكر وعرفان
ذكر سيدنا إبراهيم عليه السلام في كل صلاة يعبّر عن قيم الشكر والوفاء والعدل، فهو خليل الرحمن الذي دعا لنا قبل أن نوجد، ووقف بجانب نبينا في اللحظات الفارقة.