
نتقلب في فرشنا ليلًا بسبب الكوابيس أو الأحلام المزعجة، وقد نفزع بشدة، حتى أننا أحيانًا نحلم بالسقوط من أماكن مرتفعة. ورغم كل هذا، نادراً ما نسقط فعليًا من السرير، حتى ولو كنا ننام فيه لأول مرة، كأن يكون سريرًا في فندق مثلاً.
إقرأ أيضا:
فما السر؟ ولماذا لا يتحول هذا الفزع إلى سقوط حقيقي من السرير؟ الإجابة تكمن في قدرات الدماغ الخارقة أثناء النوم!
دماغنا مستيقظ أكثر مما نعتقد أثناء النوم
وفقًا للدكتور ديتر ريمان من عيادة الطب النفسي والعلاج النفسي بجامعة فرايبورغ، فإن الدماغ لا يدخل في غيبوبة تامة خلال النوم، بل يظل نشطًا بدرجة تسمح له بمراقبة وتحليل الوضع الجسدي حتى ونحن نحلم.
يقول ريمان في حوار مع صحيفة “تاغس شبيغل” الألمانية:
“الدماغ قادر جدًا على التحكم في سلوكنا أثناء النوم، وهو ما يمنعنا من القيام بحركات مفرطة أو خطيرة قد تؤدي إلى السقوط من السرير.”
آلية “الاستيقاظ القصير” تنقذنا دون أن نعلم
الغريب في الأمر أننا نستيقظ بالفعل عدة مرات أثناء الليل دون أن ندرك! وخلال هذه اللحظات القصيرة، يتمكن الدماغ من تقييم وضع الجسم وموقعه في السرير. فإذا شعر أننا قريبون من الحافة، يصدر أوامر بسيطة بتحريكنا إلى المنطقة الآمنة.
والأروع؟ أننا نعود إلى النوم فورًا ولا نتذكر شيئًا في الصباح!
متى يُصاب هذا النظام بالفشل؟ الكحول والاضطرابات العصبية هي السبب
الحالة الوحيدة التي قد تتعطل فيها هذه “الآلية الدفاعية” هي عند تناول الكحول أو المخدرات بكميات كبيرة. في هذه الحالات، يفقد الدماغ جزءًا من قدرته على التحكم بردود الفعل، مما قد يؤدي إلى سقوط مؤلم فعليًا من السرير.
الأحلام المزعجة ليست دائمًا بريئة!
عادةً ما تكون عضلات الجسم مشدودة قليلاً خلال مرحلة حركة العين السريعة (REM)، وهي المرحلة التي نحلم فيها. ولكن عند الإصابة ببعض الاضطرابات مثل اضطراب نوم حركة العين السريعة (REM Sleep Behavior Disorder)، قد تنشط العضلات بطريقة مبالغ فيها. وبهذا، يفقد الشخص السيطرة على جسده أثناء الحلم، ما قد يؤدي إلى السقوط أو إيذاء النفس أو من يشاركه السرير.
الأطفال أكثر عرضة للسقوط… والسبب بسيط
الأطفال الصغار لا يمتلكون هذه الآلية الدفاعية بشكل متطور بعد. يقول ريمان:
“هذه المهارة يتم تعلمها أولاً، ويحتاج الدماغ إلى وقت لتطويرها.”
لذا، من الطبيعي أن يتعرض الأطفال للسقوط الليلي أكثر من البالغين، وهنا تأتي أهمية الحواجز الجانبية في الأسرة المخصصة لهم.
خلاصة: دماغك هو الحارس الليلي الحقيقي!
حتى خلال النوم العميق والأحلام العنيفة، يظل الدماغ في حالة مراقبة وتنبيه، يعمل بصمت لحمايتك من الحركات الخطرة والسقوط. وإن تعطل هذا النظام مؤقتًا بفعل الكحول أو بعض الاضطرابات، تظهر نتائجه فورًا!