
كشفت الدكتورة عائشة المانع، خلال لقاء مع برنامج “الليوان” على قناة روتانا خليجية، تفاصيل قصة تهريبها إلى مصر على يد والدها بهدف تلقي التعليم، وذلك في زمن لم يكن يسمح فيه المجتمع للنساء بالخروج للدراسة.
إقرأ أيضا
بداية رحلتها مع التعليم
تحدثت الدكتورة عائشة عن نشأتها في بيئة محافظة، حيث كان أخوالها رجال دين، وكان تعليم القرآن جزءًا أساسيًا في طفولتها، إذ التحقت بـ**”الكتّاب”** وختمت جزء “عم” و**”تبارك”**.
ورغم ذلك، كان والدها يؤمن بأهمية التعليم الأكاديمي، إلا أن مدينة الخبر لم تكن تضم مدارس للفتيات في ذلك الوقت، حيث تقول:
“والدي كان يريد أن أذهب إلى المدرسة، لكن لم تكن هناك مدارس للبنات في الخبر عام 1946، لذا قام بإحضار معلمة هندية لتدريسي اللغة الإنجليزية، ومعلمة عربية للغة العربية، ومعلم هندي لتدريسي الحساب.”
تهريبها إلى مصر دون علمها!
رغم الجهود التي بذلها والدها لتعليمها في المنزل، إلا أنه شعر بالإرهاق وقرر إرسالها إلى مدرسة نظامية، لكن اصطدم برفض العائلة، حيث تقول عائشة:
“جدتي اعترضت بشدة وقالت: (ما عندنا بنات يطلعون برا)”
لكن والدها لم يستسلم، فلجأ إلى حيلة غير متوقعة، حيث طلب من خياط هندي أن يخيط لها ملابس من قماش الرجال لتبدو وكأنها صبي، ثم اصطحبها إلى المطار بحجة توديع ابن عمها وابن عمتها المسافرين إلى مصر للدراسة.
وتتابع قائلة:
“كنت ألعب معهم في المطار، وعندما حان موعد إقلاع الطائرة، أمسك بيدي فجأة وأدخلني الطائرة! بكيت بشدة وكنت أريد العودة إلى أمي، فلم أكن أعلم أنني سأغادر.”
“أريدك أن تتعلمي لتعلمي بنات بلدك”
بعد صدمة الموقف، حاول والدها تهدئتها وإقناعها بأهمية التعليم، حيث تقول:
“جلس أمامي يطمئنني وقال لي: (أبغاكي تتعلمين عشان ترجعين تعلمين بنات بلدك)”
هذه الجملة بقيت راسخة في ذهنها، وأصبحت دافعًا قويًا لها لمواصلة مسيرتها التعليمية، حتى أصبحت واحدة من أبرز الشخصيات النسائية في السعودية، وساهمت في تمكين المرأة وتعليمها.
قصة ملهمة عن قوة التعليم والإرادة
تعكس قصة عائشة المانع مدى إصرار والدها على كسر القيود المجتمعية من أجل تعليمها، وهي اليوم شخصية مؤثرة أسهمت في فتح آفاق جديدة للمرأة السعودية.