مع اكتشاف حقل الغاز العملاق “ريفين” غرب دلتا النيل، تثير مصر الآمال والطموحات بشأن تحول اقتصادي قد يجعلها تنافس كبرى الدول المصدرة للغاز مثل السعودية. فهل تحقق مصر هذا الإنجاز التاريخي؟
تفاصيل اكتشاف حقل الغاز العملاق
يعد حقل ريفين للغاز أحد أهم الاكتشافات الحديثة في مصر، ويقع ضمن منطقة غرب دلتا النيل البحرية. يتم تطوير هذا الحقل بالتعاون بين وزارة البترول المصرية وشركة “بي بي” البريطانية، التي تمتلك حصة تبلغ 83% من المشروع.
الحقل يتضمن 25 بئرًا، مع احتياطيات ضخمة من الغاز الطبيعي. يهدف إلى إنتاج نحو 900 مليون قدم مكعبة يوميًا في المستقبل القريب، مما يساهم في دعم قطاع الطاقة المصري.
إقرأ أيضا
سفينة “فالاريس دي إس-12” وبدء الحفر
بدأت سفينة الحفر “فالاريس دي إس-12″، المزودة بأحدث التقنيات، عملياتها في يوليو 2024. يمكنها العمل في أعماق تصل إلى 12 ألف قدم.
السفينة ستُكمل حفر بئرين جديدتين (غرب ريفين-4 وغرب ريفين-5)، بهدف إضافة 200 مليون قدم مكعبة يوميًا من الغاز الطبيعي، بجانب إنتاج 8 آلاف برميل يوميًا من المكثفات.
تحديات وإمكانيات حقل ريفين
رغم تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي في وقت سابق، عانت مصر مؤخرًا من انخفاض الإنتاج في بعض الحقول مثل “ظهر”، ما دفعها لاستيراد الغاز المسال لتلبية الطلب المحلي.
ومع ذلك، يُتوقع أن يُسهم حقل ريفين في تحقيق استقرار اقتصادي وتغطية الاحتياجات المحلية المتزايدة، خاصة مع ربطه بمشروعات استراتيجية مثل مجمع غازات الصحراء الغربية.
استثمارات ضخمة لتطوير الحقل
تُقدر تكلفة حفر البئرين الجديدتين بنحو 200 مليون دولار، بينما تبلغ تكلفة تطوير بئري منطقتي الجيزة والفيوم نحو 120 مليون دولار. تُظهر هذه الأرقام التزام الحكومة المصرية بزيادة الإنتاج وتقليل الاعتماد على الغاز المستورد.
هل تصبح مصر أغنى من السعودية؟
رغم ضخامة الاكتشاف وأهميته، يبقى التفوق الاقتصادي على السعودية تحديًا كبيرًا. تمتلك السعودية احتياطيات نفط وغاز هائلة، وتقود أسواق الطاقة العالمية عبر خطط اقتصادية عملاقة مثل “رؤية 2030”.
لكن مع التوسع في إنتاج الغاز الطبيعي وزيادة الصادرات، يمكن لمصر أن تحقق طفرة اقتصادية تُعزز مكانتها كمنافس إقليمي في قطاع الطاقة.