
أعلنت سلطات أربيل في إقليم كوردستان العراق رسميًا حظر تداول وبيع دمية “لابوبو” الشهيرة، والتي اشتهرت عالميًا بمظهرها الغريب الذي يجمع بين “القبح اللطيف”.
إقرأ أيضا:
وجاء القرار نتيجة مخاوف اقتصادية وثقافية دفعت هيئة الرقابة التجارية إلى اتخاذ هذه الخطوة.
سبب الحظر: عمليات احتيال واستغلال المستهلكين
وأوضح هوكر علي، مدير هيئة الرقابة التجارية في أربيل، لشبكة رووداو الإعلامية، أن الحظر جاء بعد رصد عمليات احتيال واسعة عبر ما يُعرف بـ”مبيعات الصندوق الغامض”.
حيث كان يُجبر المشترون على شراء عدة صناديق عشوائية للحصول على اللون أو الشكل المطلوب للدمية، ما شكّل عبئًا ماليًا غير مبرر على العائلات الكوردية، خاصة مع الإعلان عن أسعار مخفضة لدمى غير متوفرة.
وأكد علي أن هذه الأساليب التجارية ضللت المستهلكين، موضحًا أن الحظر يحظى بدعم كامل من سلطات أربيل والشرطة المدنية.
دوافع ثقافية خلف القرار
إلى جانب الأبعاد الاقتصادية، أشار المسؤولون إلى وجود اعتراضات ثقافية على شكل ومظهر الدمية، الذي وصفه علي بأنه “لا يتناسب مع عاداتنا وتقاليدنا”.
تنفيذ القرار: مصادرة الدمى واتخاذ إجراءات قانونية
بحسب التصريحات الرسمية، تمت حتى الآن مصادرة حوالي 2000 دمية “لابوبو”، مع اتخاذ إجراءات قانونية ضد ستة محال تجارية تورطت في بيعها.
ما هي دمية “لابوبو”؟
تم تصميم “لابوبو” على يد المصمم كاسينغ لونغ، الذي يحمل جنسيتي هونغ كونغ وبلجيكا، ويتم تسويقها من خلال شركة الألعاب الصينية العملاقة “بوب مارت“.
وتُباع الدمية غالبًا ضمن “صناديق غامضة”، مما خلق حالة هوس وجمع نادرة حولها في الأسواق العالمية.
مخاوف دولية وانتقادات متكررة
ولم تقتصر الجدل حول “لابوبو” على أربيل، فقد شهدت أسواق عالمية أخرى مشاكل مشابهة.
في المملكة المتحدة وكوريا الجنوبية، أُوقفت المبيعات مؤقتًا داخل المتاجر بسبب مشاهد فوضى أثناء إطلاق المخزون الجديد.
في الصين، شنت السلطات حملات ضد تهريب الدمى، ومنعت البنوك من استخدامها كهدايا ترويجية.
أما في روسيا، فقد اقترح بعض المشرعين حظرها بالكامل بسبب مظهرها وتأثيرها النفسي على الأطفال.
ارتباط بـ”بازوزو”
وزاد الجدل حول “لابوبو” على وسائل التواصل الاجتماعي بعد ربطها بما يُعرف بـ”بازوزو”، الشيطان الرافديني القديم، مما أثار حالة من القلق بين الأهالي خاصة فيما يتعلق بتأثيرها على الأطفال.
تعليمات جديدة من وزارة التجارة
في كوردستان، جاءت أولى الدعوات للحظر من وزارة التجارة، التي ناشدت العائلات بالتوقف عن شراء هذه الدمية.
كما تم التواصل مع المنافذ الحدودية لمنع دخول أي شحنات إضافية من “لابوبو”، وسط تقديرات بوجود كميات كبيرة منها في العاصمة بغداد.