
غاز الهيليوم الذي طالما ارتبط بالمرح وتغيير نبرة الصوت في المناسبات والحفلات، بات اليوم محل تحذير طبي شديد. فقد حذّر أطباء وخبراء صحة من مخاطر صحية ونفسية كبيرة قد تنجم عن استنشاق هذا الغاز، خاصة من قبل الأطفال والمراهقين. فما الذي يجعل الهيليوم بهذه الخطورة؟ وكيف يمكن الوقاية؟
إقرأ أيضا:
أبرز 9 مخاطر صحية ونفسية لاستنشاق غاز الهيليوم
نقص حاد في الأوكسجين (نقص التأكسج)
الدوار المفاجئ وفقدان التوازن
فقدان الوعي أو الانهيار التنفسي
الاختناق والوفاة المفاجئة في بعض الحالات
تمزق الحويصلات الهوائية بالرئتين
انسداد هوائي في الأوعية الدموية
ارتجاجات دماغية بسبب السقوط المفاجئ
ضعف الإحساس بالمسؤولية الجسدية
احتمالية حدوث إدمان مؤقت بسبب التحديات الاجتماعية
لماذا يشكل الهيليوم خطرًا أكبر على الأطفال ومرضى الربو؟
أكد الأطباء أن استنشاق الهيليوم، خاصة من الأسطوانات المضغوطة، يطرد الأوكسجين من الرئتين بسرعة، ما يؤدي إلى حالة تسمى “نقص التأكسج”. وهذه الحالة شديدة الخطورة، خصوصًا على:
الأطفال، نظرًا لصغر حجم رئاتهم
مرضى الربو أو المصابين بمشاكل صدرية مزمنة
من يتواجدون في أماكن مغلقة أو سيئة التهوية
حالات واقعية تثبت خطورة استنشاق الهيليوم
استشاري الطوارئ الدكتور أحمد القراغولي ذكر حادثة مؤلمة وقعت في إحدى الحفلات، حيث تعرض أطفال ومراهقون لفقدان مفاجئ للوعي بعد استنشاق الهيليوم، وسقطوا من منصة الرقص، مما أسفر عن إصابات خطيرة، منها ارتجاج دماغي وكسور، وأحدهم خضع لجراحة بسبب كسر مفتوح في الساق.
الأطباء يدقون ناقوس الخطر: لا تستهينوا بالهيليوم
رغم أن غاز الهيليوم يُستخدم بشكل آمن في الصناعة والطب، إلا أن استنشاقه لأغراض الترفيه أمر خطير للغاية. واستنشاقه مباشرة من الأسطوانات قد يؤدي إلى تمزق الرئة أو ما يُعرف بالانصمام الغازي، وهي حالة خطيرة تسبب جلطات دموية مميتة.
تحذيرات علم النفس: تحديات الهيليوم وتأثير ضغط الأقران
أوضحت الدكتورة ميرنا شوبح أن استخدام الهيليوم لأجل تغيير الصوت قد يتحول إلى “إدمان وضعي”، خاصة لدى المراهقين الباحثين عن القبول الاجتماعي أو لفت الانتباه على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تنتشر تحديات خطيرة مثل “تحدي الهيليوم”.
وشددت على أن هذا السلوك يضعف وعي الطفل بسلامة جسده ويطبّع سلوكيات خطرة قد تلازمه لاحقًا.
إحصائيات دولية صادمة عن حالات الإصابة بسبب الهيليوم
سجلت الولايات المتحدة 2186 إصابة مرتبطة باستنشاق الهيليوم بين عامي 2000 و2019
65% من الضحايا أطفال تتراوح أعمارهم بين 6 و12 عامًا
نصف المكالمات الطارئة في أوروبا بشأن الاختناق ترتبط باستنشاق هذا الغاز
توصيات لحماية الأطفال من خطر الهيليوم
عدم تخزين أو استخدام أسطوانات الهيليوم في المنازل
منع الأطفال من استنشاق الغاز تمامًا
وضع تحذيرات واضحة على البالونات والأسطوانات
استخدام منفاخ هواء لتعبئة البالونات بدلًا من الغاز
إدراج مخاطر الهيليوم ضمن مواد التوعية في المدارس والمناسبات العائلية
رسالة ختامية: “الهيليوم ليس لعبة!”
أكد الدكتور سيف درويش أن استنشاق الهيليوم يجب أن يُعامل كخطر صحي حقيقي، وليس وسيلة للضحك أو الترفيه. فكل لحظة مزاح قد تتحول إلى مأساة.