
باربي بوجه جديد: شركة ماتيل تُطلق أول دمية بملامح أطفال السكري من النوع الأول
إقرأ أيضا:
في خطوة إنسانية ورائدة لكسر القوالب النمطية في عالم الألعاب، أطلقت شركة ماتيل نسخة جديدة من الدمية الأشهر عالميًا باربي، مزوّدة بـ مضخة أنسولين وجهاز مراقبة نسبة السكر في الدم، لتكون أول دمية تجسد حياة الأطفال المصابين بالسكري من النوع الأول.
تهدف هذه الخطوة إلى تمكين الأطفال الذين يعيشون مع هذا المرض المزمن، ومساعدتهم على رؤية أنفسهم في الألعاب التي يحبونها، وسط أكثر من 300 ألف طفل ومراهق أمريكي يعتمدون يوميًا على جرعات أنسولين وأجهزة مراقبة السكر.
تصميم واقعي يحاكي التحديات اليومية للأطفال
الدمية الجديدة جاءت بملامح عصرية وأزياء مبهجة، دون إغفال أدق التفاصيل الطبية التي تشكل واقع حياة مرضى السكري من النوع الأول.
فقد زُوّدت الدمية بـ مضخة أنسولين مثبتة على الخصر بحزام أنيق، وجهاز مراقبة السكر لاصق على الذراع بلون وردي يحمل لمسة باربي المعروفة.
حتى حقيبة اليد الزرقاء لم تكن مجرد إكسسوار، بل تضم أدوات طبية ووجبات خفيفة للحماية من انخفاض السكر المفاجئ.
وتُعتبر هذه التفاصيل رسالة ضمنية بأن التعامل مع المرض لا يعني التخلي عن الأناقة أو الأمل.
تعاون مع Breakthrough T1D لتغيير المفاهيم
جاء إطلاق الدمية الجديدة بالتعاون مع منظمة Breakthrough T1D، التي تُعنى بدعم المصابين بالسكري من النوع الأول، وتم الكشف عنها خلال مؤتمر سنوي في واشنطن يشارك فيه أطفال مصابون بالمرض، حيث يلتقون بصنّاع القرار والمشرعين لمطالبتهم بتمديد تمويل برنامج خاص بمرض السكري من المتوقع أن ينتهي في سبتمبر المقبل.
ويُذكر أن السكري من النوع الأول يختلف كليًا عن النوع الثاني المنتشر بين الكبار، إذ يُعد مرضًا مناعيًا يهاجم خلايا البنكرياس، ما يجعل المريض معتمدًا على الأنسولين الخارجي مدى الحياة.
جزء من خط باربي “فاشنيستا”: تمثيل التنوع والإعاقة
دمية باربي المصابة بالسكري ليست وحيدة ضمن خط “Barbie Fashionistas”، الذي يضم أكثر من 175 دمية متنوعة من حيث لون البشرة، ملامح الوجه، والقدرات الجسدية، منها دمى بأطراف صناعية، أجهزة سمعية، بهاق، أو نمش.
تهدف ماتيل من خلال هذا التنوع إلى تعزيز التقبل والاندماج بين الأطفال، وتشجيعهم على رؤية الجمال في الاختلاف.
تفاعل واسع ورسائل دعم مؤثرة
لاقى الإعلان عن الدمية الجديدة ترحيبًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر الأهالي عن امتنانهم لهذه المبادرة التي جعلت أبناءهم يشعرون بأنهم ليسوا وحدهم، بل جزء طبيعي ومحبوب من عالم الطفولة واللعب.
وشارك البعض صورًا لأطفالهم وهم يحتضنون باربي الجديدة، مع تعليقات تؤكد أن هذه الخطوة ساعدت على تعزيز ثقتهم بأنفسهم وتقوية شعورهم بالقبول المجتمعي.
وفي لحظة إنسانية مؤثرة، تحدثت مديرة فريق التسويق في منظمة Breakthrough T1D عن تقديمها الدمية لابنتها الصغيرة، التي رأت للمرة الأولى باربي تشبه والدتها المصابة بالسكري، في مشهد يُلخص أهمية تمثيل التنوع الإنساني في الألعاب.
اللعب وسيلة لفهم الذات والآخرين
تؤكد دراسات متعددة أن تمثيل الإعاقة في الألعاب يسهم في نمو الوعي والتعاطف لدى الأطفال، كما يساعدهم على فهم التحديات التي يواجهها الآخرون والتكيف مع واقعهم الصحي بشكل أكثر إيجابية.
من خلال باربي الجديدة، أثبتت ماتيل أن اللعب يمكن أن يكون أداة قوية للتوعية والتغيير الاجتماعي، وأن تمكين الأطفال يبدأ من التفاصيل الصغيرة التي تمسك بها أيديهم كل يوم.