
أعلن باحثون من جامعة برشلونة الإسبانية عن اكتشاف علاج جيني ثوري يُتوقع أن يُحدث نقلة نوعية في مجال مكافحة الشيخوخة وإطالة العمر. ويعتمد هذا العلاج على زيادة مستويات بروتين كلوثو (Klotho)، الذي يلعب دورًا رئيسيًا في تعزيز الشيخوخة الصحية وتحسين الوظائف الجسدية والعقلية لدى كبار السن.
إقرأ أيضا:
كيف يعمل العلاج الجيني الجديد؟
يعتمد العلاج على استخدام ناقل فيروسي آمن لإيصال نسخة معدّلة من الجين المسؤول عن إنتاج بروتين كلوثو إلى خلايا الجسم. وبمجرد دخول الجين، تبدأ الخلايا في إنتاج البروتين بشكل طبيعي، مما يعزز من قدرة الجسم على مقاومة مظاهر الشيخوخة.
وأظهرت تجارب مخبرية أجريت على الفئران أن رفع مستويات كلوثو ساهم في تحسين:
قوة العضلات
كثافة العظام
القدرات الإدراكية
وهو ما يعني أن هذا البروتين لا يعمل فقط على إطالة العمر (بنسبة تصل إلى 20%)، بل أيضًا على تحسين جودة الحياة مع التقدم في السن.
لماذا يُعد بروتين كلوثو عنصرًا محوريًا؟
بروتين كلوثو معروف منذ سنوات بخصائصه المضادة للشيخوخة، وقد رُبط اسمه سابقًا بـ:
الوقاية من التدهور المعرفي
تقليل الالتهابات المرتبطة بالعمر
دعم صحة الكلى والعظام
ووفقًا لـ الدكتورة ميغيل شيون، الباحثة المشاركة في الدراسة:
“درسنا بروتين كلوثو سابقًا لعلاج الأمراض العصبية، ولكن الآن أصبحنا نمتلك دليلًا علميًا على دوره الفعال في مكافحة الشيخوخة ككل”.
ثلاث براءات اختراع جديدة لتقنيات إطالة العمر
أكدت جامعة برشلونة أن فريق البحث حصل على ثلاث براءات اختراع جديدة تتعلق باستخدام بروتين كلوثو في علاج:
ضعف الإدراك المرتبط بالعمر
فقدان الكتلة العضلية
هشاشة العظام
كما يجري العمل حاليًا على تطوير طرق آمنة وفعالة لتوصيل العلاج إلى جسم الإنسان، بما يضمن الاستفادة القصوى من البروتين وتحقيق نتائج مستدامة.
هل نحن أمام قفزة في متوسط العمر البشري؟
مع ازدياد معدلات الشيخوخة عالميًا، أصبح العلماء يبحثون بشكل مكثّف عن علاجات تطيل العمر وتحسن نوعيته. ويبدو أن هذا الاكتشاف قد يمثل واحدة من أهم الخطوات في هذا المجال.
وتختم الدراسة برسالة تفاؤلية:
“إذا تمكّنا من إيجاد وسيلة توصيل فعالة، فقد يكون لدينا أخيرًا علاج جيني قادر على مساعدة الإنسان على العيش بصحة أفضل لفترة أطول.”