
عنوان مقترح:
إقرأ أيضا:
“جنون لابوبو”: كيف تحولت دمية صغيرة إلى ترند عالمي وثروة بمليارات الدولارات؟
لا تزال دمية لابوبو – Labubu تثير موجات من الجدل والانبهار في جميع أنحاء العالم، بعد أن تحولت من مجرد مجسم فني محدود الإصدار إلى واحدة من أكثر الظواهر الاستهلاكية انتشارًا، مدفوعةً بجنون الشراء، و”فومو” الترند، والشغف بجمع الشخصيات النادرة.
🧸 ما هي دمية لابوبو؟ وأين بدأت الحكاية؟
ابتكر الفنان كاسينغ لونغ، المولود في هونغ كونغ والمقيم سابقًا في بلجيكا، شخصية لابوبو الغريبة ضمن سلسلة قصص مصورة بعنوان “الوحوش – The Monsters”.
تمزج لابوبو بين عناصر الفولكلور الأوروبي (مثل الجنيات والأقزام) وبين أسلوب رسوم الأطفال، مما يجعل مظهرها فريدًا وغامضًا، من دون ارتباط مباشر بالتراث الصيني رغم كونها تُنتج في الصين.
في عام 2015، ظهرت الدمية للمرة الأولى كعمل فني محدود ضمن معارض فنية صغيرة. لكن التحول الحقيقي حدث في مارس 2019، حين عقد الفنان لونغ شراكة مع شركة الألعاب الصينية بوب مارت – Pop Mart، لإنتاج نسخ تجارية من الدمية ضمن سلسلة صناديق المفاجآت (Blind Box).
💡 التسمية.. لا معنى تقليدي لكنها تحمل طابعًا مميزًا
لا يعود اسم “لابوبو” إلى أصل ثقافي صيني أو غربي مباشر، لكن اختياره جاء على الأرجح لسهولة نطقه ووقعه الموسيقي.
وقد تكون التسمية مرتبطة جزئيًا بتأثيرات ثقافية من اللغات الإسبانية والفرنسية، حيث قد تُشير إلى “البوهيمي البرجوازي – Bourgeois-Bohème” أو “الساذج”.
🔥 جنون “فومو” يدفع الطلب.. وسائل التواصل تشعل الظاهرة
ساهمت ظاهرة “فومو – FOMO”، أو “الخوف من فوات الفرصة”، في انتشار الهوس بجمع دمى لابوبو، حيث يرى المستخدمون مقاطع فيديو متكررة لأشخاص يفتحون صناديق المفاجآت، ويستعرضون نماذج نادرة من الدمى.
بحسب سوزان فاغنر، أستاذة التسويق في جامعة كولومبيا:
> “فومو ليست ظاهرة سطحية، بل محفز نفسي قوي يؤثر في قرارات الشراء. تجعل الناس يتسابقون لامتلاك منتج لمجرد أنه شائع، وليس لأنهم بحاجة فعلية له.”
منصات مثل تيك توك ويوتيوب شهدت آلاف الفيديوهات التي تستعرض لحظة فتح صندوق “لابوبو”، ما خلق تأثيرًا تسويقيًا نفسيًا يجعل الجمهور يشعر بأنه “خارج الحدث” إن لم يشارك.
💰 أرباح بمليارات الدولارات.. وصعود إلى قائمة الأثرياء
حققت شركة بوب مارت، المالكة الرسمية لحقوق تسويق لابوبو، قفزة مذهلة في الإيرادات.
ففي عام 2024، وصلت إيرادات الشركة إلى 13.04 مليار يوان صيني (ما يعادل 1.81 مليار دولار أمريكي)، بينما سجلت دمية لابوبو وحدها مبيعات تجاوزت 3.041 مليار يوان، أي ما يعادل 23.3% من إجمالي الإيرادات.
وفي الربع الأول من 2025، تضاعفت الإيرادات بنسبة 170% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وخاصة في الأسواق الأمريكية، بفضل نشاط شركة “Mochi” المسؤولة عن توزيع منتجات “بوب مارت” في أمريكا الشمالية.
هذا النجاح أوصل مؤسس “بوب مارت”، رائد الأعمال الصيني وانغ نينغ، إلى قائمة أغنى عشرة أشخاص في الصين بثروة تُقدّر بـ22.7 مليار دولار.
🌍 توسّع عالمي وطلب غير مسبوق
تمكنت دمية لابوبو من غزو الأسواق العالمية بعد أن بدأت في الصين، وتوسعت بسرعة في هونغ كونغ، تايوان، كوريا الجنوبية، اليابان، ثم أوروبا وأمريكا بحلول 2020، مترافقة مع ترند صناديق المفاجآت الذي استغلته الشركة بذكاء.
ولم يكن الأمر مجرد دمية، بل ظاهرة تجارية، تسويقية، ونفسية، تستغل ثقافة اللحظة والندرة والانتماء الجماعي، ما جعلها تتجاوز كونها لعبة لتتحول إلى رمز ثقافي استهلاكي لجيل كامل.