
في خطوة مفاجئة، أعلنت شركة “ستارلينك“ التابعة لرجل الأعمال الشهير إيلون ماسك عن تقديم خدمة الإنترنت مجاناً لمجموعة من مستخدمي شركة “تي-موبايل” في الولايات المتحدة، وذلك حتى يوليو 2025. هذه الخطوة جاءت في وقت حساس بالنسبة لماسك الذي يواجه تحديات متزايدة على صعيد سمعته العامة وعلاقاته السياسية المثيرة للجدل، ما يثير تساؤلات عدة: هل هي محاولة لاستعادة الثقة أم مجرد حملة تسويقية ذكية؟
إقرأ أيضا:
تحالف تقني لتوسيع التغطية
تستفيد هذه الحملة من شبكة الأقمار الصناعية الواسعة التي تديرها “ستارلينك”، والتي بدأت بإطلاق أول أقمارها في 2019. تضم الشبكة حالياً أكثر من 7000 قمر صناعي في المدار، مع خطط لرفع العدد الإجمالي إلى 12,000 قمر، وقد تمت الإشارة إلى إمكانية التوسع مستقبلاً ليشمل 34,400 قمر، مما يجعلها واحدة من أكبر شبكات الاتصال الفضائي في العالم.
بالتعاون مع “تي-موبايل”، تُقدَّم هذه الخدمة مجانًا لعملاء باقة “Go5G Next”، بما في ذلك النسخ المخصصة لكبار السن، حتى منتصف العام الحالي. بعد هذه الفترة، سيتم فرض رسوم شهرية قدرها 15 دولار أمريكي للمستخدمين الذين يرغبون في الاستمرار في الاستفادة من الخدمة. كما كشفت “ستارلينك” عن خطط لتوفير الخدمة لمستخدمي شركات “فيرايزون” و**”AT&T”** مقابل 20 دولارًا شهريًا لكل خط.
بين التقنية والسياسة: ماسك والجدل المستمر
على الرغم من النجاح التكنولوجي الكبير الذي حققته “ستارلينك”، إلا أن انخراط إيلون ماسك في الساحة السياسية أثّر سلبًا على صورته العامة، خاصة بعد تعيينه لإدارة كفاءة الحكومة (DOGE)، وهو ما أثار ردود فعل متباينة في بعض الولايات الأمريكية التي عانت اقتصاديًا من سياساته. كما أن دور “ستارلينك” في دعم أوكرانيا خلال الحرب مع روسيا، من خلال توفير خدمات الاتصالات، يُعد نقطة جدل كبيرة في الأوساط السياسية؛ حيث يرى البعض أن هذا الدعم هو مساهمة إنسانية، بينما يعتبره آخرون تدخلاً غير مباشر في الصراعات الجيوسياسية.
خدمة مرحب بها أم فخ تسويقي؟
هناك من يرى أن المبادرة تمثل بعدًا إنسانيًا وتقنيًا واعدًا، خصوصًا في المناطق التي تعاني من ضعف في البنية التحتية للاتصالات. لكن هناك من يعتبرها مجرد وسيلة لجذب المستخدمين إلى تجربة الخدمة، بهدف فرض رسوم لاحقة. مع اقتراب انتهاء العرض المجاني، يبقى السؤال الأهم: هل سينجح إيلون ماسك في كسب ثقة المستخدمين ودفعهم للبقاء ضمن منظومة “ستارلينك”؟ أم أن الخطوة ستُضاف إلى سلسلة من المحاولات المثيرة للجدل التي تثير التساؤلات حول شخصية ماسك وأجندته المستقبلية؟