
في خطوة قد تُحدث تحولًا جذريًا في عالم التخطيط الأسري، كشفت شركة أمريكية عن وسيلة منع حمل ذكورية مبتكرة تُعرف باسم «آدم» (ADAM)، وهي تقنية قائمة على حقن هيدروجيل داخل القناة الأسهرية، ما يوفر بديلاً طويل الأمد، غير هرموني، وفعال للرجال.
إقرأ أيضا:
كيف تعمل تقنية “آدم”؟
تعتمد تقنية “آدم” على إجراء بسيط لا يستغرق أكثر من 20 دقيقة، يتم في عيادة خارجية باستخدام تخدير موضعي. خلال العملية، يُحدث الطبيب ثقبًا صغيرًا في كيس الصفن، ثم يُحقن هيدروجيل مائي قابل للتحلل داخل القناة الأسهرية، وهي الأنابيب التي تنقل الحيوانات المنوية.
هذا الهلام يعمل كحاجز شبه نافذ، يمنع عبور الحيوانات المنوية إلى السائل المنوي، بينما يتيح مرور السوائل الأخرى، مما يحافظ على الوظائف الفسيولوجية الطبيعية للرجل.
فعالية مذهلة خلال شهر واحد
في تجارب أولية أجريت في أستراليا على 25 رجلاً تتراوح أعمارهم بين 25 و65 عامًا، أظهرت النتائج انخفاضًا بنسبة 99.8% إلى 100% في عدد الحيوانات المنوية المتحركة خلال 30 يومًا فقط من الحقن.
بعض المشاركين وصلوا إلى حالة “انعدام الحيوانات المنوية“ في غضون أسبوعين فقط.
والأهم من ذلك، أن الفعالية استمرت لدى اثنين من المشاركين لمدة 24 شهرًا دون أي آثار جانبية خطيرة، سوى كدمات خفيفة أو تورم بسيط اختفى خلال فترة قصيرة.
تقنية تعيد الخصوبة دون جراحة
صُمم الهيدروجيل ليكون متينًا وفعالًا لمدة تصل إلى عامين أو أكثر، وبعد انتهاء عمره الافتراضي، يتحلل تلقائيًا داخل الجسم، ما يعني إمكانية استعادة الخصوبة بدون الحاجة لأي تدخل جراحي لاحق، وهو ما يجعلها خيارًا مثاليًا للرجال الباحثين عن حل مؤقت غير دائم.
اختبار منزلي لمتابعة الفعالية
أحد أبرز مزايا التقنية هو إمكانية مراقبة فعاليتها من خلال اختبارات منزلية بسيطة، ما يُمكّن المستخدم من التأكد من فعالية الحاجز في أي وقت، وهي ميزة عملية وسهلة الاستخدام.
هل يثق الرجال في هذه الوسيلة الجديدة؟
أظهر استطلاع رأي أمريكي أن نحو 75% من الرجال مستعدون لتجربة وسائل منع حمل جديدة، مدفوعين بالرغبة في تحمل مسؤولية التخطيط الأسري وتخفيف العبء عن النساء اللواتي يعانين من الآثار الجانبية لوسائل الحمل الهرمونية.
هذا التوجه الإيجابي من الرجال يعزز من فرص نجاح التقنية الجديدة في حال حصولها على الموافقات التنظيمية.
الطريق إلى الأسواق.. والتحديات المتبقية
رغم النتائج الواعدة، فإن تقنية «آدم» لا تزال في مراحل التطوير، وتسعى الشركة الأمريكية للحصول على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) بحلول عام 2027.
لكن تبقى هناك تساؤلات حول:
مدة بقاء الهيدروجيل دون فقدان فعاليته
إمكانية تكرار الحقن مستقبلاً
التأثيرات طويلة الأمد على القناة الأسهرية