
في حديث صريح ومؤثر، كشفت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك عن تجربة شخصية مع التحرش الجنسي تعرضت لها خلال سنوات دراستها، مؤكدة أن هذه الواقعة لا تزال تلاحق ذاكرتها على الرغم من مرور عقود عليها.
إقرأ أيضا
تجربة التحرش: لحظة صادمة تظل محفورة في الذاكرة
خلال مقابلة في بودكاست “جي سبوت ميت شتيفاني جيزينجر”، تحدثت بيربوك، التي تبلغ من العمر الآن 44 عامًا، عن حادثة وقعت أثناء وجودها في حافلة خلال سنوات دراستها.
وقالت الوزيرة إن رجلاً أكبر منها سنًا قام بلمس ساقها، مما أصابها بصدمة جعلتها غير قادرة على مغادرة الحافلة لعدة محطات، ووصفت الشعور بالخجل الذي تملكها حينها، على الرغم من أنها لم تكن المخطئة. وأضافت:
“كان الطرف الآخر هو من كان يجب أن يشعر بالخجل، وليس أنا.”
وأشارت إلى أنها لم تتمكن من إخبار والدتها بهذه الواقعة في ذلك الوقت، وهو أمر يعكس صعوبة الحديث عن مثل هذه التجارب حتى مع المقربين.
حركة “مي تو” ودفعها للتحدث عن تجربتها
قالت بيربوك إن حركة “مي تو”، المناهضة للتحرش والعنف الجنسي، دفعتها للتفكير في تجربتها الشخصية، مؤكدة أنها شهدت العديد من الحوادث المشابهة خلال حياتها.
وأكدت الوزيرة أن الحديث عن هذه التجارب أمر مهم، ليس فقط من أجل تسليط الضوء على التحرش الجنسي، ولكن أيضًا من أجل تشجيع الآخرين على كسر حاجز الصمت والتحدث عن معاناتهم.
دعوة للتغيير الاجتماعي
باعتبارها شخصية سياسية بارزة ووزيرة للخارجية، تسعى أنالينا بيربوك إلى استخدام منصتها لنشر التوعية حول قضايا التحرش والعنف الجنسي ضد المرأة. وتؤكد أن التحدث عن هذه القضايا يمكن أن يكون وسيلة فعّالة لكسر السلاسل المجتمعية التي تجعل الضحايا يشعرون بالخجل أو العجز.
ردود الأفعال على تصريحات بيربوك
لقيت تصريحات الوزيرة استحسانًا كبيرًا بين المتابعين ووسائل الإعلام، حيث اعتبرها البعض خطوة شجاعة في تسليط الضوء على تجارب التحرش التي تعاني منها النساء في مختلف أنحاء العالم.
على منصات التواصل الاجتماعي، أبدى العديد من النشطاء دعمهم للوزيرة، مؤكدين أهمية الاستمرار في تسليط الضوء على هذه القضايا من أجل بناء بيئة أكثر أمانًا للنساء.
هل ستؤثر التصريحات على مستقبل بيربوك السياسي؟
تأتي تصريحات بيربوك في وقت حساس، حيث يحتل حزبها “الخضر” المرتبة الرابعة في استطلاعات الرأي قبيل الانتخابات الألمانية. ومع ذلك، يُتوقع أن تسهم تصريحاتها في تعزيز صورة الحزب كمدافع عن حقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين.
دعوة للعمل: كسر حاجز الصمت عن التحرش
تصريحات أنالينا بيربوك ليست مجرد رواية لتجربة شخصية، بل هي دعوة واضحة للتغيير. يُظهر حديثها أن التحرش الجنسي يمكن أن يحدث لأي شخص، وأن التحدث عنه هو الخطوة الأولى نحو بناء مجتمعات أكثر وعيًا وإنصافًا.