رغم أن دونالد ترامب لم يتسلم بعد مقاليد الحكم رسميًا، إلا أن تصريحاته المثيرة للجدل تتسبب في “جلبة” كبيرة بين المراقبين. تهديدات ترامب التي تمس سيادة دول حليفة للولايات المتحدة تثير القلق، خاصة في ما يتعلق بالقضايا مثل قناة بنما وغرينلاند. وبينما تعيش بنما تحت تهديدات ترامب بإعادة السيطرة على قناتها، يعيد الرئيس الأمريكي المنتخب التأكيد على رغبته في ضم غرينلاند إلى الولايات المتحدة بحجة الأمن القومي.
إقرأ أيضا:
تهديد ترامب بقناة بنما: “لن نسمح بوقوعها في الأيدي الخطأ”
في تصريحات على منصة “تروث سوشال” التي يملكها، أبدى ترامب استياءه من الرسوم الباهظة التي تفرضها بنما على السفن العابرة لقناتها. واعتبر أن هذه الرسوم “سخيفة”، خاصة بالنظر إلى “الكرم الاستثنائي” الذي قدمته الولايات المتحدة لبنما. وأضاف ترامب: “إذا لم تلتزم بنما بالمبادئ الأخلاقية التي بنينا عليها التعاون، سنطالب بإعادة القناة إلينا بالكامل، ودون أدنى شك”. هذه التصريحات أثارت استجابة حادة من بنما، حيث رفض الرئيس خوسيه راؤول مولينو تهديدات ترامب، مؤكدًا أن قناة بنما ستظل تحت سيطرة بلاده وأن السيادة على القناة غير قابلة للتفاوض.
بنما ترد على تهديدات ترامب: “القناة ملك لبنما”
في الوقت الذي كان فيه ترامب يلمح إلى تأثير الصين في قناة بنما، رفضت بنما بشكل قاطع أي محاولات للتدخل في سيادتها. وأكد مولينو أن “كل متر مربع من القناة هو ملك لبنما”، مشددًا على أن سيادة بلاده واستقلالها غير قابلين للمساومة. وفي عام 1999، سلمت الولايات المتحدة السيطرة على القناة إلى بنما بعد فترة من الإدارة المشتركة، وبذلك أصبحت القناة جزءًا من سيادة بنما.
ترامب يعبر عن رغبته في ضم غرينلاند إلى الولايات المتحدة
بعد تصريحاته عن قناة بنما، عاد ترامب ليعبر عن رغبته في ضم غرينلاند، الإقليم الدنماركي الذي يتمتع بالحكم الذاتي. في بيان له، قال ترامب: “من أجل الأمن القومي والحرية في جميع أنحاء العالم، فإننا نعتبر امتلاك غرينلاند أمرًا ضروريًا”. وكان ترامب قد عبر في عام 2019 عن رغبته في شراء غرينلاند من الدنمارك، موضحًا أن هذا الأمر “استراتيجي ومثير للاهتمام”. إلا أن رئيسة الوزراء الدنماركية ميتي فريدريكسن ردت على تصريحاته معتبرة أن غرينلاند ليست للبيع، مشيرة إلى أن الإقليم ينتمي إلى شعبه وليس إلى الدنمارك.
التوترات الدولية وسيادة الدول
تُظهر تهديدات دونالد ترامب الأخيرة تصعيدًا في توتر العلاقات الدولية، حيث أن سيادة الدول الحليفة قد أصبحت موضع جدل بسبب مواقف ترامب. من قناة بنما إلى غرينلاند، يبدو أن سياسة ترامب قد تستمر في خلق توترات مع دول لها تاريخ طويل من التعاون مع الولايات المتحدة. وبينما ترفض بنما والدنمارك هذه التصريحات، يبقى التساؤل حول مدى تأثير هذه المواقف على العلاقات الدولية في المستقبل.
