
في حادث مأساوي، توفي العدّاء الهندي البريطاني الأسطوري فوغا سينغ، عن عمر ناهز 114 عامًا، بعد أن صدمته سيارة أثناء عبوره الطريق في قريته بإقليم البنجاب الهندي. الحادث وقع يوم الإثنين، بحسب ما أفادت به الشرطة المحلية، فيما نُقل إلى المستشفى حيث فارق الحياة.
إقرأ أيضا:
هذا الرجل الاستثنائي لم يكن رياضيًا منذ صغره، بل بدأ الركض وهو في الـ89 من عمره، ليصبح لاحقًا أيقونة عالمية في سباقات الماراثون ومصدر إلهام لكل من عرفه أو سمع بقصته.
بدايته المتأخرة.. ونجاحه المدوي
وُلد فوغا سينغ في عام 1911 (وفق جواز سفره البريطاني)، لكنه لم يبدأ ممارسة رياضة الجري إلا بعد وفاة زوجته وابنه، عندما انتقل إلى لندن وأراد تجاوز أحزانه. في عام 2000، وقبل بلوغه الـ89، شارك لأول مرة في ماراثون لندن، ليبدأ من هناك مسيرته الذهبية.
ورغم تقدمه الكبير في السن، شارك سينغ في تسعة سباقات ماراثون كاملة بين عامي 2000 و2013، ليُلقب بـ”الإعصار ذو العمامة”.
لم تعترف به موسوعة غينيس.. لكن العالم كله احترمه
رغم أن سينغ كان يحمل جواز سفر بريطانيًا يُثبت أنه من مواليد 1911، فإن موسوعة غينيس للأرقام القياسية رفضت الاعتراف بأنه أكبر عداء ماراثون في العالم، بسبب عدم توفر شهادة ميلاد رسمية من الهند. لكن هذا لم يمنع المجتمع الرياضي والإعلام العالمي من الاحتفاء به وتكريمه.
حمل شعلة أولمبياد لندن وشارك في حملات أديداس
في عام 2012، حمل فوغا سينغ شعلة أولمبياد لندن، كما اختارته شركة أديداس ليكون ضمن حملتها العالمية “المستحيل لا شيء”، إلى جانب أساطير مثل محمد علي. لقد كان رمزًا للثبات والإصرار، وأثبت أن العمر مجرد رقم إذا وُجدت الإرادة.
حياة بسيطة وسر الصحة الطويلة
في مقابلة سابقة مع BBC، قال فوغا:
“سر طول عمري هو: كُل أقل، اجري أكثر، وابقَ سعيدًا دائمًا.”
كان يتبع نظامًا غذائيًا بسيطًا، ويقضي وقته بين الجري والتأمل وخدمة مجتمعه، وكان حريصًا على التبرع بعائداته لصالح الجمعيات الخيرية التي تهتم بالأطفال والخدّج.
نهاية حزينة.. واحتفاء عالمي بالإرث
أعلنت جمعية “سيخ إن ذا سيتي” عن فعاليات لتكريم الراحل في شرق لندن، حيث عاش منذ عام 1992. كما أعلن مدربه هارماندر سينغ أن كل أنشطة النادي ستكون مخصصة للاحتفال بإنجازات فوغا حتى نهاية مارس 2026.
النائبة البريطانية بريت كور جيل كتبت عنه:
“رجل ملهم بحق.. تواضعه وبساطة حياته تركا أثرًا لا يُمحى في نفوسنا.”
إرث لا يُنسى.. من طفل عاجز إلى أسطورة ماراثون
تعرّض فوغا في طفولته للسخرية بسبب ضعف ساقيه، لكنه كسر جميع التوقعات وأصبح رمزًا عالميًا، يذكره الناس لعقود قادمة، ليس فقط كعدّاء، بل كأيقونة للصبر والتحدي والإيجابية.