
شهدت ولاية تكساس الأمريكية كارثة طبيعية مأساوية خلال الساعات الماضية، بعدما اجتاحت فيضانات مفاجئة مدمرة مقاطعة كير الواقعة في منطقة هيل كانتري، يوم الجمعة الموافق 4 يوليو/تموز 2025، وأسفرت عن عشرات الوفيات والمفقودين، من بينهم عدد كبير من الأطفال.
إقرأ أيضا:
تفاصيل مأساة فيضانات تكساس: عشرات القتلى والمفقودين
وفقًا لتقارير موقع CBS News، ارتفع منسوب مياه نهر غوادالوبي بشكل مفاجئ وسريع، حتى بلغ ارتفاعه ما يعادل مبنى من طابقين، مما أدى إلى غرق مناطق واسعة من المقاطعة في غضون ساعات قليلة فقط.
وفي مؤتمر صحفي عُقد صباح الاثنين، أعلن قائد شرطة مقاطعة كير، لاري ليثا، أنه تم انتشال 75 جثة حتى الساعة 8:30 صباحًا بالتوقيت المحلي، من بينهم 48 بالغًا و27 طفلًا، لا تزال هوية بعضهم مجهولة.
ولا تزال عمليات البحث والإنقاذ جارية، حيث يُعتقد أن هناك عشرات الأشخاص في عداد المفقودين، خاصة في المناطق القريبة من النهر.
مأساة مخيم ميستيك الصيفي للأطفال
من أكثر المشاهد إيلامًا في هذه الفاجعة، ما حدث في مخيم ميستيك الصيفي للأطفال في مدينة هانت الواقعة على ضفاف نهر غوادالوبي. كان المخيم يضم نحو 750 طفلًا وقت وقوع الفيضانات.
وقد ارتفع منسوب المياه في المخيم لأكثر من 20 قدمًا خلال أقل من ساعتين، مما أدى إلى غرق عدد كبير من الأطفال والمشرفين عليهم.
وأكدت إدارة المخيم، في بيان رسمي، أن 27 شخصًا على الأقل من المخيمين والمرشدين لقوا حتفهم، ولا يزال 10 أطفال ومستشارة واحدة في عداد المفقودين. وقالت إدارة المخيم:
> “قلوبنا مفجوعة من هذه المأساة التي لا تُصدق. نحن ننسق جهودنا مع السلطات ونثمن الدعم الكبير من المجتمع المحلي وفرق الإغاثة.”
استجابة السلطات وتصريحات المسؤولين
زار حاكم ولاية تكساس، جريج أبوت، موقع الكارثة، ووصف المشهد بأنه “مدمر بشكل مروع”، مؤكدًا أن عمليات البحث مستمرة على مدار الساعة لتحديد مصير 41 شخصًا ما زالوا مفقودين، رغم أن العدد الحقيقي قد يكون أكبر.
من جهته، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن توقيع إعلان كارثة كبرى لمقاطعة كير، استجابة لطلب حاكم الولاية، كما أشار إلى نيته زيارة تكساس يوم الجمعة، لتفقد الأضرار دون التأثير على جهود الإنقاذ.
وفي بادرة إنسانية، خصّص البابا ليو، بابا الفاتيكان، صلاة خاصة لضحايا الفيضانات خلال قداس الأحد، معبرًا عن “تعازيه القلبية” لعائلات الضحايا، خاصةً الأطفال الذين لقوا حتفهم في مخيم ميستيك.
تحذيرات من فيضانات جديدة في وسط تكساس
لم تتوقف الأزمة عند هذه النقطة؛ فقد رفع مركز التنبؤات الجوية الأمريكي مستوى خطر هطول الأمطار الغزيرة في أجزاء من وسط تكساس من المستوى 2 إلى المستوى 3 من أصل 4، بسبب هشاشة البنية التحتية المتضررة بالفعل من الفيضانات السابقة.
تشمل المناطق المهددة مجددًا كلًا من مقاطعة كير المتضررة بشدة، وأجزاء من حوضي نهري غوادالوبي ويانو.
وأكد المركز أن أي عواصف جديدة قد تؤدي إلى فيضانات مفاجئة ضخمة، خاصة إذا كانت بطيئة أو تكررت في نفس المواقع المتضررة.
خاتمة:
تشير هذه الكارثة إلى التحديات المناخية المتزايدة التي تواجه العالم، حيث ساهم ارتفاع حرارة الأرض بفعل الاحتباس الحراري والتلوث البيئي في زيادة شدة هطول الأمطار وحدوث الفيضانات المفاجئة.
وتبقى أرواح المفقودين أملًا حيًا، بينما تواصل فرق الإنقاذ جهودها في سباق مع الزمن وسط تحذيرات من موجة جديدة محتملة.