
أطلقت هيئة الصحة العامة في إنجلترا حملة توعية مهمة تدعو الناس إلى عدم تجاهل أعراض مثل حرقة المعدة المستمرة أو صعوبة البلع، مشيرة إلى أنها قد تكون علامات مبكرة على الإصابة بسرطان المعدة أو المريء، وهما من أكثر أنواع السرطان شيوعاً في البلاد.
إقرأ أيضا:
وبحسب تقرير نشرته هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، فإن الكشف المبكر عن هذه السرطانات يمكن أن يُنقذ مئات الأرواح سنوياً، لكن معظم الناس لا يدركون خطورة هذه الأعراض أو لا يسارعون بطلب المساعدة الطبية.
الأرقام الصادمة: آلاف الإصابات والوفيات سنوياً
تشير إحصائيات هيئة الصحة العامة إلى تشخيص حوالي 12,900 حالة سنوياً بسرطان المعدة والمريء في إنجلترا، في حين يفقد نحو 10,000 شخص حياتهم نتيجة لهذه الأنواع من السرطان.
ومع ذلك، يمكن إنقاذ نحو 950 شخصاً سنوياً إذا تحسّنت معدلات النجاة لتوازي أفضل المعدلات في أوروبا، مما يعزز أهمية التشخيص المبكر والعلاج السريع.
أعراض خطيرة لا يجب تجاهلها
تركّز حملة “كن واضحاً بشأن السرطان” على نشر الوعي حول العلامات المبكرة لسرطان المعدة والمريء.
ويجب مراجعة الطبيب فوراً إذا استمرت الأعراض التالية لأكثر من ثلاثة أسابيع:
حرقة في المعدة أو عسر هضم متكرر
الشعور بـ احتباس الطعام في الحلق أثناء البلع
فقدان الوزن غير المبرر
التجشؤ المفرط أو غازات محتبسة
الشعور بالامتلاء السريع أثناء الأكل
الغثيان أو التقيؤ المتكرر
ألم أو انزعاج في الجزء العلوي من المعدة
كلما تم اكتشاف السرطان في مرحلة مبكرة، زادت فرص الشفاء وتحسنت نتائج العلاج بشكل كبير.
عوامل خطر متزايدة في المملكة المتحدة
تُعد المملكة المتحدة من أعلى الدول الأوروبية تسجيلاً لحالات سرطان المريء، ويرتبط ذلك بعدة عوامل منها:
ارتفاع معدلات التدخين
السمنة
نقص استهلاك الخضراوات والفواكه
تناول الكحول بشكل منتظم
وتؤكد هيئة الصحة العامة أن تغيير نمط الحياة وتناول الطعام الصحي يمكن أن يقلل من خطر الإصابة.
لماذا يتجاهل البعض أعراضاً خطيرة؟
كشفت دراسة نُشرت في المجلة البريطانية للطب العام، بتمويل من مركز أبحاث السرطان في المملكة المتحدة، أن بعض الأشخاص يتجاهلون أعراض السرطان بسبب الخوف من التشخيص أو التقليل من شأن الأعراض.
بينما أظهر آخرون تردداً في زيارة الطبيب، إما لنقص الثقة أو ظناً أن الأعراض طبيعية مع التقدم في السن.
وقالت الدكتورة كاترينا ويتاكر، الباحثة الرئيسية في الدراسة، إن الضغط من العائلة أو حملات التوعية كان له دور مهم في دفع بعض الأشخاص لطلب المساعدة الطبية.
عقلية بريطانية تؤجل العلاج
أشارت سارة هيوم، مديرة التشخيص المبكر في مركز أبحاث السرطان بالمملكة المتحدة، إلى أن الجمهور البريطاني أكثر تحفظاً من غيره، حيث يقلق الكثيرون من “إزعاج الأطباء” أو “إضاعة وقتهم”.
> “علينا تغيير هذا المفهوم. مراجعة الطبيب عند وجود أعراض غير معتادة ليست عبئاً، بل خطوة ضرورية للوقاية من السرطان”.
التوصية الأهم: لا تؤخر الفحص
شدد الخبراء في هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) على أن أي شخص يعاني من أعراض مقلقة يجب أن يراجع طبيبه العام فوراً، وذلك لإجراء الفحوصات اللازمة وبدء العلاج في أسرع وقت ممكن.
فكل تأخير قد يعني فقدان فرصة ذهبية للتشخيص المبكر، وهو العامل الحاسم في زيادة نسب النجاة من السرطان.