
في إنجاز علمي مذهل، اكتشف العلماء منظرًا طبيعيًا قديمًا مدفونًا تحت أكثر من ميل من الجليد في شرق القارة القطبية الجنوبية، يعود إلى ما قبل 34 مليون سنة، ويُعتقد أنه كان يضم أنهارًا جارية وغابات كثيفة، بل وربما أشجار نخيل!
إقرأ أيضا:
🌍 “كبسولة زمنية” تكشف أسرار القارة القطبية
الموقع المكتشف في منطقة ويلكس لاند النائية، مقابل جنوب المحيط الهندي، يقدم نافذة نادرة على ما كانت عليه القارة القطبية الجنوبية قبل أن تتحول إلى صحراء جليدية قاحلة.
ويقول البروفيسور ستيوارت جيميسون من جامعة دورهم البريطانية، قائد فريق البحث:
“ما وجدناه هو كبسولة زمنية محفوظة بعناية، تحكي قصة مناخ دافئ وحياة غنية تحت الجليد المتجمد.”
🛰️ تكنولوجيا متطورة تكشف أسرار الأرض المدفونة
استخدم الفريق البحثي بيانات الأقمار الصناعية والرادارات المخترقة للجليد لاكتشاف هذا العالم المخفي، والذي يمتد على مساحة تُقدّر بـ 12,000 ميل مربع – أي ما يعادل مساحة ولاية ماريلاند الأمريكية.
⛰️ تضاريس مدهشة محفوظة بجليد لا يتحرك
المنظر الطبيعي يتكون من ثلاث كتل أرضية مرتفعة بطول يتراوح ما بين 75 و105 أميال، تفصل بينها وديان عميقة تصل إلى 3900 قدم. ورغم مرور ملايين السنين، ظل هذا المشهد محفوظًا بسبب الجليد البارد الذي يتحرك ببطء شديد – أقل من 16 قدمًا سنويًا – مما حدّ من التآكل.
🌿 القارة القطبية: من غابات خضراء إلى صفيحة جليدية
تشير الدراسة إلى أن هذه المنطقة كانت تتمتع يومًا ما بـمناخ معتدل وتضاريس خضراء، قبل أن تتسبب تحركات الصفائح التكتونية وانخفاض ثاني أكسيد الكربون في تحول القارة إلى بيئة جليدية شاسعة.
ويؤكد الباحثون أن هذا التحول حدث قبل حوالي 14 مليون سنة، ومنذ ذلك الحين بقيت هذه الأرض مدفونة تحت الجليد حتى في أدفأ الفترات المناخية، مثل منتصف العصر البليوسيني.
🔬 ماذا يعني هذا الاكتشاف للمستقبل؟
البروفيسور نيل روس من جامعة نيوكاسل، المشارك في الدراسة، صرّح بأن هذا الاكتشاف يساعد في فهم تطور الصفيحة الجليدية القطبية، وكيفية استجابتها لتغير المناخ، وأضاف:
“مع ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون الحالية، يجب أن نتوقع أن يؤثر تغير المناخ على استقرار هذا الجليد العتيق.”
ويحذّر العلماء من أن ذوبان الجليد مستقبلاً قد يُعيد الكشف عن هذا المنظر الطبيعي المدفون، ما يتطلب مراقبة دقيقة وفهمًا أعمق للتغيرات البيئية.
🧪 ما الخطوة التالية؟
بينما لا تزال عملية الحفر لاستكشاف المنطقة فعليًا تحتاج إلى جهود ضخمة وموارد هائلة، يخطط الباحثون لاستخدام المزيد من النماذج الحاسوبية والتقنيات الحديثة لاستكمال دراسة تاريخ القارة القطبية وكيفية تطور تضاريسها.