
علّق الكاتب الصحفي مجدي الجلاد، رئيس تحرير مؤسسة “أونا للصحافة والإعلام” (التي تضم مواقع مثل مصراوي، يلا كورة، الكونسلتو، وشيفت)، على ما وصفه بـ”انهيار” إمبراطورية عائلة نوال الدجوي، لكن بعيدًا عن الطابع الفضائحي الذي سيطر على تغطية الأحداث الأخيرة.
إقرأ أيضا:
الجلاد: ما يحدث لعائلة نوال الدجوي ليس استثناءً.. بل ظاهرة عالمية
في منشور تحليلي نشره الجلاد عبر صفحته الرسمية على “فيسبوك”، أوضح أن السوشيال ميديا انشغلت بـ”الفضائح”، متجاهلة السبب الحقيقي لما حدث، وهو ما وصفه بـ”الانهيار النموذجي” الذي يصيب الشركات العائلية عند انتقالها إلى الجيل الثالث، وهي ظاهرة موثقة في علم الاقتصاد وتخضع لدراسات معمّقة حول العالم.
من نوال الدجوي إلى جوتشي.. صراع الأجيال يهدد الكيانات العائلية
استشهد الجلاد بحالة شركة “جوتشي” العالمية، التي أسسها جوتشيو جوتشي عام 1921، وسرعان ما أصبحت من أكبر علامات الموضة في العالم. إلا أن الصراعات العائلية بدأت مع دخول جيل الأحفاد، حيث شهدت الشركة صراعات، وسجن، وقضايا وصلت إلى القتل. وقد كادت تنهار تمامًا لولا تدخل شركة فرنسية استحوذت على أغلبية الأسهم وأنقذتها.
أين أخطأت نوال الدجوي؟
وأشار الجلاد إلى أن انتقال إمبراطورية نوال الدجوي – نظرًا لتقدُّم سنها – من الجيل الأول إلى الثاني (شريف ومنى الدجوي)، ثم إلى الجيل الثالث من الأحفاد، لم يتم بإجراءات استباقية كافية. وأعرب عن اندهاشه من عدم إدراك الدكتورة نوال الدجوي – التي وصفها بالعقلية الاستثمارية الفذة – لهذه الإشكالية منذ البداية، لتجنّب ما وصفه بـ”الوقائع المحزنة”.
أرقام صادمة.. معظم الشركات العائلية لا تصمد حتى الجيل الثالث
استعرض الجلاد إحصاءات عالمية نقلًا عن CNBC عربية، تفيد بأن:
70% من الشركات العائلية تفشل في الانتقال للجيل الثاني.
88% لا تصمد إلى الجيل الثالث.
97% تختفي قبل الوصول للجيل الرابع.
الحل: الحوكمة بدل العشوائية
أكد الجلاد أن الحل يكمن في تطبيق مبدأ الحوكمة أو “المأسسة”، أي إخضاع الشركة العائلية لقواعد الإدارة العلمية كما في الشركات المساهمة، مع ضرورة:
فصل الملكية عن الإدارة.
تطبيق الشفافية والإفصاح.
تجنّب منح مناصب لأفراد العائلة غير المؤهلين.
منع تغليب “قانون الاستحقاق العائلي” على الكفاءة.
الجلاد يختتم برسالة واضحة
واختتم الكاتب تحليله قائلًا:
“هذا هو الدرس الذي يجب أن نتعلمه من مأساة عائلة نوال الدجوي، لا أن نغرق في تفاصيل “مصطبة الفضايح” على الفضائيات ومواقع التواصل.”