
كشفت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في تقرير حديث أن العالم يقترب من تجاوز حدود الأمان المناخي، مع احتمال بنسبة 80% أن يشهد أحد الأعوام الخمسة المقبلة أعلى درجات حرارة مسجلة على الإطلاق. التقرير يُعد بمثابة جرس إنذار عالمي حول ارتفاع درجات الحرارة العالمية بوتيرة غير مسبوقة.
إقرأ أيضا:
فرصة 70% لتجاوز عتبة الـ1.5 درجة مئوية
بحسب التقرير، ارتفعت احتمالات تجاوز متوسط درجة الحرارة العالمية حاجز 1.5 درجة مئوية بين عامي 2025 و2029 إلى 70%، وهو ما يقترب من كسر هدف اتفاق باريس للمناخ. وكان هذا الحد يُعد سابقًا بمثابة الخط الأحمر لتفادي أسوأ آثار تغير المناخ، لكنه الآن يبدو مهددًا أكثر من أي وقت مضى.
لأول مرة: احتمال (وإن ضئيل) بتجاوز درجتين مئويتين قبل 2030
في سابقة خطيرة، يشير التقرير إلى وجود احتمال بنسبة 1% بأن تتجاوز حرارة الأرض مستويين مئويين فوق مستويات ما قبل العصر الصناعي قبل عام 2030، وهو سيناريو كان مستبعدًا في الماضي، لكنه بات الآن ممكنًا – وإن كان منخفض الاحتمال – لكنه يثير قلقًا علميًا عميقًا.
عام 2024.. تجاوز فعلي لحد 1.5 درجة مئوية
أشار التقرير إلى أن عام 2024 شهد بالفعل أول تجاوز سنوي لمتوسط درجة حرارة 1.5 درجة مئوية، وهو ما لم يكن متوقعًا قبل عشر سنوات. هذه القفزة المناخية تعتبر مؤشرًا خطيرًا على تسارع وتيرة الاحترار العالمي.
آثار كارثية.. وتفاوت جغرافي في التأثير
شارك في إعداد التقرير أكثر من 220 خبيرًا من 15 مؤسسة بحثية دولية. وتوقعت النماذج المناخية أن تشمل التأثيرات:
ذوبانًا متسارعًا للجليد في القطب الشمالي.
جفافًا شديدًا في غابات الأمازون.
زيادة كبيرة في الأمطار في مناطق جنوب آسيا وشمال أوروبا.
ويؤكد الخبراء أن حتى احتمال ضئيل لتجاوز درجتين مئويتين خلال خمس سنوات يعتبر كافيًا لدق ناقوس الخطر.
موجات حر قاتلة يمكن تفاديها
تحذر المنظمة من أن موجات الحر الشديدة المتوقعة ستكون تهديدًا مباشرًا للصحة العامة، خاصة للفئات الضعيفة. ورغم هذه التوقعات القاتمة، يؤكد التقرير أن السيناريوهات الأسوأ ليست حتمية، بل يمكن تفاديها عبر:
إجراءات فورية لخفض الانبعاثات الكربونية
تحول جذري في نمط استخدام الطاقة
التزام عالمي أكثر صرامة بتنفيذ اتفاق باريس
الفرصة ما زالت قائمة.. لكنها تتضاءل بسرعة
ورغم قتامة التوقعات، يختتم التقرير بتصريح يحمل بصيص أمل: “الفرصة لتفادي الكارثة لا تزال موجودة، لكنها تتناقص بسرعة”. الأمر يتطلب تحركًا عالميًا جادًا وسريعًا، وإلا فإن السنوات القليلة المقبلة قد تحمل تغيرًا مناخيًا لا رجعة فيه.