
تلجأ ملايين النساء حول العالم إلى صبغات الشعر كوسيلة جمالية لتجديد المظهر أو تغطية الشعر الأبيض.
إقرأ أيضا:
إلا أن هذا الإجراء الشائع يحمل في طياته مخاطر صحية وجمالية قد لا تكون في الحسبان، إذ يمكن أن تؤدي مكونات الصبغات الكيميائية إلى أضرار جسيمة للشعر وفروة الرأس، بل وتتعدى ذلك لتشمل آثارًا صحية محتملة على المدى الطويل.
في هذا المقال، نكشف أبرز أضرار صبغات الشعر وسبل الوقاية منها، وفقًا لأحدث الدراسات والمصادر الطبية الموثوقة.
ما هي صبغات الشعر؟
تُعد صبغات الشعر منتجات موضعية تُستخدم لتغيير لون الشعر بشكل مؤقت، شبه دائم أو دائم، وغالبًا ما تحتوي على تركيبات كيميائية معقدة قد تتضمن مئات المركبات، بعضها معروف بخصائصه السامة. تمتص فروة الرأس هذه المواد أو تدخل الجسم من خلال استنشاق الأبخرة، ما يعزز احتمالية حدوث مضاعفات صحية.
أضرار صبغات الشعر على المدى الطويل
وفقًا لموقع MedicalNewsToday، فإن الاستخدام المتكرر لصبغات الشعر قد يؤدي إلى مجموعة من الأضرار طويلة الأمد، تشمل:
تلف بنية الشعر الخارجية (طبقة البشرة).
فقدان البروتين الطبيعي والدهون في الشعر، مما يسبب الهشاشة والتكسر.
تهيج الجلد والتعرض لالتهاب الجلد التماسي التحسسي.
مضاعفات صحية مثل سمية الكبد والدم، أو تشوهات خلقية في حالات خاصة.
تهيج العين عند ملامسة الصبغة.
زيادة احتمالية الإصابة ببعض أنواع السرطان، بحسب الوكالة الدولية لأبحاث السرطان.
تأثير الصبغات على فروة الرأس
تحتوي معظم صبغات الشعر، لا سيما الدائمة منها، على مواد كيميائية قوية مثل بارا-فينيلين ديامين (PPD)، وهي من أبرز المحسسات التي تؤثر على فروة الرأس، خاصة عند التكرار أو الاستخدام المطول. وتشمل أبرز الأعراض:
الشعور بلسعة أو حكة في فروة الرأس.
ظهور بقع حمراء أو منتفخة.
التهاب الجلد وتلف الزيوت الواقية الطبيعية للفروة.
أضرار صبغات الشعر خلال الحمل
رغم عدم وجود أدلة قاطعة تشير إلى أن صبغات الشعر تؤثر سلبًا على الحمل أو الخصوبة، إلا أن الدراسات المتعلقة بهذا الشأن محدودة، نظرًا لعدم شمول الحوامل في التجارب السريرية.
ومع ذلك، تُشير بعض الأبحاث إلى أن التعرض للمواد الكيميائية المعطلة للغدد الصماء (EDCs) مثل الفثالات والبارابين قد يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالعقم أو السرطان، ويؤثر على الدماغ والهرمونات.
لذا يُنصح الحوامل بتجنب المنتجات المحتوية على هذه المواد واستخدام بدائل آمنة وخالية من العطور.
أنواع صبغات الشعر وأيها أقل ضررًا؟
الصبغات المؤقتة: تغلف الشعر من الخارج دون التغلغل إلى الجذور، وتحتوي على كمية أقل من المواد الكيميائية.
الصبغات شبه الدائمة والدائمة: تعتمد غالبًا على الأمونيا، بيروكسيد الهيدروجين، ومادة PPD، ما يجعلها أكثر ضررًا على الشعر والصحة.
طرق الوقاية من أضرار صبغات الشعر
لحماية الشعر والصحة العامة من أضرار الصبغات الكيميائية، ينصح باتباع الإرشادات التالية:
1. قراءة المكونات بعناية: تجنب المنتجات التي تحتوي على مواد ضارة مثل PPD، إم-أمينوفينول، إيميدازوليدينيل يوريا، وDMDM هيدانتوين.
2. استخدام وسائل الحماية: ارتداء قفازات مقاومة للمواد الكيميائية واستخدام الصبغة في أماكن جيدة التهوية للحد من استنشاق الأبخرة.
3. إجراء اختبار الحساسية: تجربة كمية صغيرة من الصبغة على الجلد قبل الاستخدام الكامل لتفادي ردود الفعل التحسسية.
4. غسل الشعر جيدًا بعد الصبغ: للتخلص من أي بقايا قد تسبب التهيج.
5. تجنب الاستخدام المفرط: من الأفضل الانتظار أسبوعين على الأقل بين جلسات الصبغ.
6. اختيار البدائل الطبيعية: صبغات الشعر النباتية مثل الحناء والسنا والكاكاو تُعد أكثر أمانًا، رغم أنها تمنح نتائج لونية أقل حدة.
خاتمة:
رغم الجاذبية التي تمنحها صبغات الشعر، من الضروري فهم المخاطر المرتبطة بها، خصوصًا عند الاستخدام المتكرر أو غير المدروس.
ومن خلال الالتزام بالإرشادات الوقائية واللجوء إلى البدائل الآمنة، يمكن الحفاظ على صحة الشعر وتقليل التعرض للمواد الكيميائية الضارة التي قد تؤثر على الصحة العامة.