خدعة الكوكاكولا والبطاطس لعلاج الصداع النصفي: هل هي مجرد وهم؟
شارك الخبر عبر:

في بحث دائم عن حلول سريعة للتخفيف من آلامنا، يلجأ الكثيرون إلى “العلاج الذاتي” عند الشعور بالتعب أو التوتر.

إقرأ أيضا:

شاومي تستعد لإطلاق سيارتها الكهربائية الرياضية متعددة الاستخدامات “YU7” ومنافسة “تسلا Y”

قرار ملكي يعيد تشكيل مجلس الخدمة العسكرية وهذه أبرز الأسماء

دراسة تكشف: كلمات الأغاني سلاح فعال لمواجهة المشاعر الصعبة.. لا يقل أهمية عن اللحن

هل تعاني من ارتفاع الحرارة أثناء النوم؟ الأسباب قد تفاجئك

دراسة تكشف: فصيلة الدم A تزيد خطر الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء

أرشيف الجاسوس إيلي كوهين بيد إسرائيل: وثائق ورسائل ووصية مثيرة

مدربة عادات صحية تكشف سر التوقف عن الإفراط في تناول الشوكولا والحلويات

هل اللوز يسبب السمنة؟ الحقيقة الكاملة عن السعرات والشبع

تحذير صادم: ساعات العمل الطويلة تغير هيكل الدماغ وتضر بالذاكرة والانتباه

جوائز الأزياء السعودية 2025 تنطلق من الرياض: من هم أبرز المرشحين

وعندما يهاجمنا الصداع، يصبح تناول مسكنات الألم هو الخيار الأول لمعظمنا. لكن مؤخرًا، انتشرت على نطاق واسع خدعة تزعم أن تناول زجاجة كبيرة من الكوكاكولا مصحوبة ببطاطس مقلية يمكن أن يوقف نوبات الصداع النصفي.

ورغم غرابة هذا الادعاء، تشير أماندا إليسون، أستاذة علم الأعصاب في جامعة دورهام، في ورقة بحثية نشرتها “ذا كونفيرسيشن”، إلى أن الأمر قد لا يكون مجرد خرافة تمامًا.

الكافيين: سلاح ذو حدين ضد الصداع النصفي:

يكمن السر جزئيًا في مادة الكافيين الموجودة في مشروب الكوكاكولا. يعمل الكافيين كمضيق للأوعية الدموية، مما يعني أنه يساعد على تضييق الأوعية الدموية المتوسعة في الدماغ.

وهذا التأثير يمكن أن يساهم في مواجهة تمدد الأوعية الدموية الذي يحدث أثناء نوبة الصداع النصفي، والذي يعتبر محفزًا رئيسيًا للشعور بالألم.

فعندما تتوسع الأوعية الدموية، فإنها تضغط على الأعصاب القريبة الحساسة للألم وتنشطها، وخاصة تلك الموجودة في الجهاز الثلاثي التوائم، وهو العصب المسؤول عن نقل المعلومات الحسية المتعلقة باللمس والألم ودرجة الحرارة من منطقة الرأس والوجه إلى الدماغ.

هذا الضغط يؤدي إلى ذلك الصداع النابض المميز للصداع النصفي. ولهذا السبب تحديدًا، غالبًا ما يُضاف الكافيين كمكون فعال في العديد من أدوية الصداع التي تُصرف دون وصفة طبية.

السكر والملح: دور محتمل في استعادة التوازن:

بالإضافة إلى الكافيين، قد يلعب السكر والملح الموجودان في مشروبات الكولا والبطاطس المقلية دورًا في التخفيف من الصداع النصفي.

يُعتقد أن هذه المكونات قد تساعد في استعادة توازن مستويات سكر الدم والكهارل (الأملاح والمعادن الأساسية في الجسم)، وكلاهما قد يتعرض للاضطراب أثناء نوبة الصداع النصفي.

توضح أماندا إليسون: “يمكن أن ينشأ الصداع النصفي نتيجة لمجموعة واسعة من العوامل المختلفة، بما في ذلك التغيرات الهرمونية، والتوتر النفسي، وتفويت الوجبات الرئيسية، وتناول بعض أنواع الأطعمة، وحتى التغيرات في الظروف الجوية، أو التعرض لتحفيز بصري مفرط.

ولكن بمجرد أن يبدأ الصداع النصفي، فإنه يتبع مسارًا محددًا يميزه عن أنواع الصداع الأخرى.”

المرحلة الأولى: “البادرة” ورغبة الجسم الخفية:

تشير الباحثة إلى أن المرحلة الأولى من نوبة الصداع النصفي، والتي تُعرف باسم “البادرة” (Prodrome)، قد تبدأ قبل ساعات أو حتى أيام من ظهور الصداع الفعلي.

خلال هذه المرحلة المبكرة، قد يشعر الشخص المصاب بأعراض غير محددة مثل التعب غير المعتاد، أو الانفعال وسرعة الغضب، أو انخفاض المزاج بشكل ملحوظ.

وعلى الرغم من أهمية هذه المرحلة كفرصة للتدخل المبكر، إلا أن معظم الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي لا يجيدون تمييز أعراض “البادرة”.

ومن المثير للاهتمام أنه خلال مرحلة “البادرة”، غالبًا ما يشعر الأشخاص المصابون بالصداع النصفي برغبة شديدة في تناول أو فعل أشياء معينة.

التثاؤب والعطف: استجابات الجسم اللاواعية:

يُبلغ العديد من المصابين بالصداع النصفي عن زيادة ملحوظة في معدل التثاؤب خلال مرحلة “البادرة”، وهو ما يُعتقد أنه يساعد في تنظيم مستويات الدوبامين في الدماغ.

وقد يشعر آخرون برغبة قوية في طلب العناق والعطف، مما يُعتقد أنه يعزز إفراز هرمون السيروتونين.

كما قد يلجأ البعض إلى شرب الماء المثلج لمحاولة تهدئة الجهاز العصبي اللاإرادي الذي قد يكون مضطربًا.

وفي هذا السياق، قد يفسر لجوء البعض إلى تناول مشروب كوكاكولا كبير مع البطاطس المقلية خلال مرحلة “البادرة” على أنه محاولة غير واعية من الجسم لاستعادة التوازن.

توازن الأجهزة العصبية: مفتاح فهم الرغبات الغريبة:

تؤكد أماندا إليسون أن هذه الاستجابات ليست عشوائية أو مجرد نزوات. بل هي محاولات لا واعية من الجسم لإعادة توازن الأجهزة العصبية التي تُصاب بالخلل أثناء نوبة الصداع النصفي.

ومن المعروف علميًا أن اختلال وظائف الناقلات العصبية مثل السيروتونين والدوبامين، بالإضافة إلى اضطراب الجهاز العصبي اللاإرادي، كلها عوامل تساهم في حدوث الصداع النصفي.

وهذا يقودنا إلى اقتراح مثير للاهتمام لحل محتمل للصداع النصفي: الشوكولاتة. على الرغم من أن الشوكولاتة غالبًا ما تُلام على أنها أحد محفزات الصداع النصفي لدى بعض الأشخاص، إلا أنها في الواقع غنية بمركبات كيميائية قد تساعد في رفع مستويات السيروتونين في الدماغ، مما قد يكون له تأثير مهدئ ومخفف للألم في المراحل المبكرة.

أما خلال المراحل اللاحقة من نوبة الصداع النصفي، وهي مرحلة “الهالة” (Aura) ومرحلة “الألم” الشديد، فإن الحافز لتناول الطعام غالبًا ما يقل بشكل كبير. وعندما يصل المصاب إلى المرحلة الرابعة والأخيرة، وهي مرحلة “ما بعد الصداع النصفي” (Postdrome)، فإنه عادة ما يكون منهكًا ويغلبه الشعور بالتعب الشديد، وقد يشعر في هذه المرحلة بحاجة إلى تناول الطعام لاستعادة طاقته.

وفي الختام، تنصح أماندا إليسون الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي بضرورة التعرف على المحفزات الخاصة بنوباتهم، والتي تختلف بشكل كبير من شخص لآخر، ومحاولة تجنب هذه المحفزات قدر الإمكان. كما تؤكد على أهمية تناول الأدوية التي يوصي بها الطبيب المختص بانتظام ومراقبة بدايات نوبات الصداع النصفي للتدخل المبكر وتخفيف حدة الأعراض.

شارك الخبر عبر:

قد يعجبك أيضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *