
يُعد مرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD) من الأمراض الشائعة التي تتفاقم بسبب عوامل متعددة تشمل سوء التغذية، ونمط الحياة الخامل، واضطرابات التمثيل الغذائي، والسمنة، ومقاومة الأنسولين.
إقرأ أيضا:
وفي هذا السياق، تلعب زيوت الطهي دورًا محوريًا في صحتنا، حيث تؤثر أنواع الدهون الموجودة فيها بشكل كبير على دهون الكبد، ومستويات الالتهاب، والإجهاد التأكسدي، واستجابة الجسم للأنسولين.
لذا، يصبح اختيار النوع المناسب من زيت الطهي خطوة هامة للوقاية من أمراض الكبد الدهني وإدارتها بفعالية.
وقد كشفت دراسة بحثية حديثة أجراها باحثون أمريكيون عن نتائج واعدة تشير إلى أن زيت الكانولا، الغني بأحماض أوميجا 3 الدهنية الأساسية مثل حمض إيكوسابنتينويك (EPA)، يمتلك قدرة ملحوظة على تقليل تراكم الدهون في الكبد وتحسين المؤشرات الحيوية لوظائفه.
وإلى جانب زيت الكانولا، توجد مجموعة أخرى من الزيوت الطبيعية التي يمكن أن تساهم بشكل فعال في تجنب تفاقم أمراض الكبد الدهني عند تناولها بشكل صحيح وضمن نظام غذائي متوازن، وذلك وفقًا لما نشره موقع “تايمز أوف إنديا” المتخصص في الصحة.
أفضل زيوت الطهي لصحة الكبد والوقاية من الكبد الدهني:
* زيت الزيتون البكر الممتاز: حليف الكبد متعدد الفوائد
يُعد زيت الزيتون البكر الممتاز من أفضل الخيارات الموصى بها خصيصًا لمرضى الكبد الدهني غير الكحولي.
فهو يوفر مزيجًا فريدًا من الدهون الصحية، وعلى رأسها الدهون الأحادية غير المشبعة، ومضادات الأكسدة القوية التي تدعم وظائف الكبد بشكل مباشر وتساعد على تقليل تراكم الدهون الضارة فيه.
يحتوي زيت الزيتون البكر الممتاز على نسبة عالية تصل إلى 73% من حمض الأوليك، وهو من الدهون الصحية التي تساهم في تقليل مستويات الالتهاب في الجسم، ودعم حساسية الأنسولين (مما يحسن قدرة الجسم على استخدام السكر)، وتحسين عملية استقلاب الدهون في الكبد.
بالإضافة إلى ذلك، يزخر زيت الزيتون البكر الممتاز بمركبات قوية مثل البوليفينول وفيتامين هـ، والتي تعمل كمضادات للأكسدة فعالة تساعد على تحييد الإجهاد التأكسدي، وهو عامل رئيسي في تلف خلايا الكبد وتطور مرض الكبد الدهني.
وقد أظهرت العديد من الدراسات أن الأنظمة الغذائية الغنية بزيت الزيتون البكر الممتاز يمكن أن تقلل بشكل كبير من كمية الدهون المتراكمة في الكبد وتحسن مستويات إنزيمات الكبد التي تعكس وظائفه.
* زيت بذور الكتان: قوة أوميجا 3 النباتية لدعم الكبد
يتميز زيت بذور الكتان باحتوائه على نسبة عالية من حمض ألفا لينولينيك (ALA)، وهو حمض دهني أساسي من نوع أوميجا 3 ذو مصدر نباتي.
يلعب حمض ALA دورًا هامًا كمضاد قوي للالتهابات في الجسم ويدعم عملية تقليل تراكم الدهون في الكبد.
علاوة على ذلك، يساهم زيت بذور الكتان في خفض مستويات الدهون الثلاثية الضارة في الدم وتحسين مستويات الكوليسترول الجيد (HDL)، مما يعود بالنفع على صحة القلب والأوعية الدموية بشكل عام، وهو أمر مهم لمرضى الكبد الدهني.
إلى جانب فوائده للكبد، يدعم حمض ALA بنية خلايا الدماغ ووظائفه المعرفية مثل توازن المزاج والذاكرة، ويساعد في حماية الأعصاب، ويحافظ على ترطيب البشرة ونضارتها، وقد يقلل من أعراض بعض الأمراض الجلدية مثل الإكزيما وحب الشباب وجفاف الجلد.
* زيت الكانولا المعصور على البارد: خيار متوازن لصحة الكبد
يحتوي زيت الكانولا المعصور على البارد على مزيج جيد من الدهون الأحادية غير المشبعة وأحماض أوميجا 3 الدهنية، مما يجعله خيارًا مناسبًا لمرضى الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD)، خاصة عند استخدامه بكميات معتدلة كجزء من نظام غذائي صحي.
يمكن لزيت الكانولا أن يساهم في تقليل تراكم الدهون في الكبد، وتحسين حساسية الأنسولين، وتعزيز عملية التمثيل الغذائي للدهون في الجسم، مما يساعد في إدارة مرض الكبد الدهني.
* زيت MCT (الدهون الثلاثية متوسطة السلسلة): دعم متعدد الجوانب
يُعرف زيت MCT بفوائده المتعددة للصحة، بما في ذلك دوره المحتمل في إنقاص الوزن، وتحسين عملية الأيض وحرق الدهون، ودعم صحة الدماغ ووظائفه الإدراكية، بالإضافة إلى قدرته على تقليل تراكم الدهون في الكبد.
يتميز زيت MCT بأنه يتم استقلابه بشكل مختلف عن الدهون طويلة السلسلة، مما يجعله مصدرًا سريعًا للطاقة وأقل عرضة للتخزين كدهون في الكبد.
* زيت الأفوكادو: غني بالدهون الصحية ومضادات الأكسدة للكبد
يساعد زيت الأفوكادو في علاج مرض الكبد الدهني بفضل محتواه الغني بحمض الأوليك، وهو من الدهون الأحادية غير المشبعة الصحية والمفيدة لكل من القلب والكبد.
تساعد هذه الدهون الصحية على خفض مستويات الكوليسترول الضار (LDL) في الدم وتحسين حساسية الأنسولين، وهما عاملان أساسيان في الوقاية من تطور مرض الكبد الدهني غير الكحولي وإدارته.
بالإضافة إلى ذلك، يحتوي زيت الأفوكادو على تركيزات جيدة من فيتامين هـ، والكاروتينات، والستيرولات النباتية، التي تعمل كمضادات قوية للأكسدة، مما يساهم في تقليل مستويات الالتهاب والإجهاد التأكسدي في الكبد وحماية خلاياه من التلف.
وقد أظهرت الدراسات أن زيت الأفوكادو يمكن أن يقلل من تراكم الدهون في الكبد، ويحسن مستويات إنزيمات الكبد، ويساهم في حماية خلايا الكبد من التلف التأكسدي الناجم عن الجذور الحرة.