
كشف موقع “مدى مصر” أن المملكة العربية السعودية عرضت على الولايات المتحدة إنشاء قاعدة عسكرية أمريكية على جزيرتي تيران وصنافير الواقعتين عند مدخل خليج العقبة. هذا العرض شكّل مفاجأة أحدثت انقسامًا في أوساط صناع القرار في القاهرة، حيث يرى بعض المسؤولين أن مصر لا تملك رفاهية الرفض المطلق نظرًا للضغوط السياسية والاقتصادية المتزايدة.
إقرأ أيضا:
🔍 الأهداف الأمريكية من القاعدة
تسعى الولايات المتحدة من خلال هذه الخطوة إلى إعادة تشكيل المنظومة الأمنية في البحر الأحمر، بحيث تتصدر واشنطن مشهد السيطرة والمراقبة في هذا الممر الحيوي. أحد الأهداف المباشرة هو مراقبة السفن المتجهة إلى غزة ولبنان، لا سيما تلك المرتبطة بإيران، بالإضافة إلى مواجهة التهديدات المتزايدة من جماعة أنصار الله الحوثية التي استهدفت أكثر من 100 سفينة منذ نوفمبر 2023.
🇪🇬 الموقف المصري: توازن حذر وتحفظات استراتيجية
رغم أن القاهرة لم تعلن موقفًا رسميًا من العرض، فإن مصادر حكومية أكدت تشكيل لجنة لدراسة الطلب. وتُظهر المداولات الداخلية تخوّفًا مصريًا من عدة جوانب:
⚠️ 1. خسارة الإيرادات الحيوية من قناة السويس
تصريحات ترامب الأخيرة بشأن “مرور السفن الأمريكية مجانًا” أربكت حسابات القاهرة، إذ أن فتح هذا الباب قد يؤدي لمطالب مشابهة من دول أخرى، مما يهدد أحد أهم مصادر الدخل القومي.
⚠️ 2. التأثير على الاستثمارات الصينية والروسية
وجود قاعدة أمريكية قد يؤدي إلى انسحاب استثمارات استراتيجية من خليج السويس، خصوصًا من الصين وروسيا، مما ينعكس سلبًا على مشاريع التنمية في محور قناة السويس.
⚠️ 3. تقويض الترتيبات الأمنية في سيناء
تخشى مصر من أن يؤدي هذا التحرك إلى تقليص التعاون الأمني الحالي مع إسرائيل، الذي سمح لمصر بزيادة وجودها العسكري في سيناء لمحاربة التنظيمات المسلحة.
⚠️ 4. تعزيز العلاقات الأمنية بين السعودية وإسرائيل
بحسب مصادر أمنية، وجود كاميرات مراقبة على الجزيرتين بالتنسيق مع إسرائيل قد يؤدي إلى كشف مناطق حساسة داخل سيناء، وهو ما تعتبره القاهرة انتهاكًا لأمنها القومي.
⚔️ مصر ترفض الانخراط العسكري في حرب اليمن
رغم ضغوط واشنطن، رفضت مصر تقديم دعم عسكري مباشر في حرب اليمن، مفضّلة الاكتفاء بتقديم المشورة الاستخباراتية حول المخاطر الأمنية في البحر الأحمر. وتستحضر القاهرة تجربتها في الستينيات، حين تكبدت خسائر فادحة في التدخل العسكري باليمن.
🗓️ زيارة مرتقبة لترامب.. هل تكون حاسمة؟
يتوقع أن تُطرح هذه القضايا خلال زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السعودية في مايو المقبل، وسط تصاعد الضغوط على القاهرة لتقديم “تنازلات استراتيجية” مقابل دعم مالي أو سياسي.