
اندلع شجار عنيف داخل الجناح الغربي للبيت الأبيض يوم الخميس الماضي، بين الملياردير إيلون ماسك ووزير الخزانة سكوت بيسنت، ووصل الصراخ الناتج عنه إلى مسامع الرئيس دونالد ترامب.
إقرأ أيضا:
الصراخ وصل إلى مكتب الرئيس ترامب والأمن تدخل للفصل بين الرجلين
ونقل موقع إكسيوس عن خمسة مصادر مطلعة، بينهم شاهدان، أن سبب التوتر يرجع إلى خلاف حول تعيين رئيس مصلحة الضرائب، ففي حين دعم ماسك ترشيح غاري شابلي، كان بيسنت يدفع باتجاه تعيين نائبه في الوزارة، مايكل فالكندر.
مصارعة حرة!
وقال أحد الحاضرين: “كان الأمر أشبه برجلين ثريين في منتصف العمر يعتقدان أنهما في نزال من نوع WWE (عالم المصارعة الترفيهية) داخل ممر الجناح الغربي”.
ورغم أن صحيفة “نيويورك تايمز” كانت قد أشارت يوم الجمعة إلى الخلاف بين الطرفين، فإن المعلومات عن المواجهة الجسدية تقريباً داخل البيت الأبيض لم تُكشف سوى الآن.
وقال أحد الشهود: “لم يحدث اشتباك جسدي في المكتب البيضاوي، لكن الرئيس رأى ما حدث. ثم واصلوا الجدال في الممر، وهناك تصاعد الأمر مرة أخرى”.
أما الشاهد الثاني، فوصف المشهد بقوله: “لقد كانت مشهداً حقيقياً، وكان الصراخ عالياً جداً”.
رد البيت الأبيض يرد
المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، علّقت على الحادث بالإشارة إلى بيانها السابق للتايمز قائلة “ليس سراً أن الرئيس شكّل فريقاً من أشخاص يتحلون بشغف كبير تجاه القضايا التي تؤثر في بلادنا”.
وأضافت أن “الاختلافات جزء طبيعي من أي عملية سياسات صحية”.
خلافات ماسك المتراكمة
ماسك لم يدخل في صدام مع بيسنت فقط، بل سبق أن اختلف مع وزير الخارجية ماركو روبيو، ووزير النقل شون دافي، ومستشار التجارة بيتر نافارو.
ووصف مسؤول في الإدارة الأمريكية تصرفات إيلون “بالمبالغ فيها”.
وبدأ التوتر بين ماسك وبيسنت منذ فترة الانتقال الرئاسي، حين ضغط ماسك لترشيح هوارد لتنك لمنصب وزير الخزانة، لكن ترامب اختار بسنت وعيّن لتنك في وزارة التجارة.
ومنذ تولي بيسنت منصبه، بدأ الخلاف يظهر مجدداً حول التعيينات داخل الوزارة، وقال مسؤول: “الخلاف لم يكن حول من على صواب، بل من يمتلك السيطرة”.
شتائم وتدخل أمني
وبحسب الموقع، فإن الاختلاف بين الرجلين لا يقتصر على السياسة، بل يشمل أيضاً الشخصية، فماسك معروف بمزاجه الحاد وتغريداته المثيرة للجدل، بينما يتميّز بسنت بهدوئه وتحليله المالي المتزن.
وفي 16 أبريل (نيسان)، أعلن ترامب تعيين شابلي، مرشّح ماسك، رئيساً بالإنابة لمصلحة الضرائب، وهو ما أغضب بسنت الذي كان يفضّل فالكندر.
وفي اجتماع لاحق، تصاعد الخلاف حتى تبادل الطرفان الشتائم، ووصل الأمر إلى استدعاء رجال الأمن للفصل بينهما.
بسنت ينتصر مؤقتاً
وفي اليوم التالي للشجار، ذكرت نيويورك تايمز أن شابلي أقيل، وتسلّم فالكندر المنصب، فيما اعتُبر انتصاراً لبسنت في هذه الجولة.
لكن مصدراً مطلعاً علّق قائلًا: “بسنت ربح هذه الجولة… لكن لا أحد يحب أن يكون ماسك عدوّه”.