الأثر الفني والمفاهيمي في فيلم “أرض الأحلام”
عام 1993، قدم المخرج داود عبد السيد فيلم “أرض الأحلام”، والذي يعد آخر أفلام فاتن حمامة. يعتبر هذا العمل من العلامات البارزة في السينما المصرية. حيث أظهرت فيه حمامة شخصية امرأة مسنّة تعيش في ظل الأسرة، وتبحث عن ذاتها الضائعة. في هذا الفيلم، تواجه بطلة القصة اختبار العمر، حيث تطلب منها السفر إلى الولايات المتحدة، “أرض الأحلام”. لتكتشف في النهاية أن تلك الأحلام ليست لها، بل لأبنائها. رحلة البحث عن جواز السفر تتحول إلى رحلة بحث عن الذات، مليئة باللقاءات الغريبة، من السحر إلى قسم الشرطة، وتنتهي بتأكيدها أنها لم تكن هنا قط، وأن عليها أن تبقى لتعيش أحلامها الحقيقية.
“رحلة 404” واستلهام فكرة الرحلة
بعد أكثر من ثلاثة عقود، يطل علينا فيلم “رحلة 404” من إخراج هاني خليفة، ليعيد طرح فكرة الرحلة والاختبار، لكن هذه المرة من خلال شخصية غادة، التي تجسدها منى زكي. تشبه رحلتها، إلى حد بعيد، رحلة فاتن حمامة في “أرض الأحلام”، لكنها تأخذ أبعاداً أكثر إشكالية. تعتبر رحلة غادة في الفيلم، رحلة إلى الله، أو نحو التطهر من ماضيها المليء بالتحديات. تبدأ غادة، الموظفة الناجحة في شركة عقارات، رحلتها بعد حادث صادم يتطلب منها مبلغاً كبيراً لعلاج والدتها، ما يدفعها إلى اللجوء لشبكة علاقاتها السابقة.
من الدعارة إلى الحج: رحلة التطهر
في “رحلة 404″، تكشف غادة عن عالمها المظلم، الذي عاشت فيه كعاملة جنس. تبدأ رحلتها بالتوجه إلى الحج، بحثاً عن تطهير ذاتها من ماضيها. لكن الطريق إلى هذا الهدف ليس مفروشاً بالورود. حيث تجد نفسها مضطرة للتعامل مع ماضيها المظلم وأصدقائها السابقين، الذين يفرضون عليها شروطاً قاسية، تعيدها إلى عالم “الخطيئة”. من شيرين رضا في دور صاحبة بيت العرض، إلى السمسار
إقرأ أيضا