من هو محمد السيد إسماعيل؟
شارك الخبر عبر:

فقد الوسط الثقافي في مصر والعالم العربي أحد أبرز نقاده المخلصين، الشاعر والناقد الدكتور محمد السيد إسماعيل، الذي رحل عن عمر ناهز 63 عاماً بعد صراعٍ مع مرض الكبد، تاركاً وراءه إرثاً أدبياً وثقافياً ثرياً، وخسارة يصعب تعويضها في ساحة الإبداع العربي.

إقرأ أيضا:

جدل “دومتي” ورامز جلال: إعلان يقسم جماهير الكرة المصرية ويُشعل حرب السخرية!

علامات الزهايمر قد تبدأ في الطفولة! دراسة تُفجّر المفاجأة

لابوبو”Labubu: من دمية فنية إلى ظاهرة عالمية تجتاح عالم الموضة وتجمد المتاجر!

واتساب يحظر آلاف المستخدمين شهريًا.. قد تكون أنت التالي!!

حقيقة أم إشاعة؟ نقيب الفنانين السوريين ينفي منع سلاف فواخرجي من الظهور التلفزيوني

ظهور “الدكتورة يومي” الأول مع زوجها الملياردير في كان: تفاصيل وأسرار تكشف لأول مرة!

ليلى عبد اللطيف: مفاجآت 2025 تفوق التوقعات!

أول رد لمها الصغير بعد إعلان أحمد السقا خبر طلاقهما رسميًا

دينزل واشنطن يسرق الأضواء في كان: فيديو يوثق خلافه مع مصور

نقلة نوعية لـ”شارع سمسم”: الموسم الجديد ينطلق حصريًا على نتفليكس!

شاعر وناقد ومثقف موسوعي

ولد إسماعيل عام 1962 في قرية طحانوب بمحافظة القليوبية، وبدأ مسيرته الأدبية في مطلع الثمانينات أثناء دراسته بكلية دار العلوم – جامعة القاهرة، حيث تميز باهتمامه العميق بالأدب والنقد والشعر والمسرح. وكان ضمن أبرز شعراء جيل الثمانينات، إلى جانب أسماء لامعة مثل محمود قرني، شريف رزق، وفتحي عبد الله.

ما يميز هذا الجيل أن العديد من مبدعيه رحلوا مبكراً، دون أن ينالوا التكريم المستحق الذي يعادل عطاؤهم الفكري والفني. وربما كان إسماعيل آخر من حمل هذه الراية بروح العطاء النقي.

عزاء إلكتروني واسع وتقدير شعبي نادر

عقب وفاته، تحوّلت حسابات الكُتاب والمثقفين المصريين على وسائل التواصل الاجتماعي إلى سرادق عزاء مفتوح، حيث نعاه الجميع بحزن حقيقي، مؤكدين أنه كان من النقاد القلائل الذين يعملون بإخلاص، دون انتظار مجاملات أو مكاسب، ودون اللهث خلف الجوائز والسفر والمؤتمرات.

كان يتابع الإبداع من منابعه الأولى، يشجع المبدعين الشباب في بداياتهم، ويكتب عنهم بحبٍ صادق، كما يكتب عن الروائيين والشعراء الكبار دون اعتبار لما قد يعود عليه من نفع.

ناقد المهمشين والمبدعين في الظل

كان الراحل يسافر إلى كل محافظات مصر تقريباً – دون مقابل – ليشارك في ندوات يناقش فيها أعمال كُتّاب مغمورين، فقط لأنه وجد لديهم موهبة تستحق أن ترى النور. وكان حضوره الدائم في مؤتمرات قصور الثقافة يعكس إيمانه الحقيقي بأهمية إيصال الثقافة إلى جميع أطياف الشعب، لا سيما في القرى والمناطق النائية.

المثقف الحقيقي.. رؤية ومسؤولية

لم يكن الدكتور محمد السيد إسماعيل ناقداً عادياً، بل مثقفاً حقيقياً آمن أن دوره يتجاوز مجرد نشر الكتب أو حصد الألقاب. كان يرى أن مسؤولية المثقف تبدأ من محيطه، ثم تتسع لتشمل الوطن كله. هذا الفهم العميق لوظيفة المثقف كان حاضراً حتى في اختياره لموضوع رسالة الدكتوراه: “المثقف والسلطة في الرواية السياسية”.

اختار البقاء في قريته بدل الانتقال للعاصمة، وكان يقيم ندوات في مكتبة صغيرة بها، مستضيفاً كبار المثقفين محاولاً إحياء الوعي الثقافي في محيطه المباشر.

روح يسارية ونفس صوفي

مزج إسماعيل بين عقل ناقد يساري يناصر العدالة الاجتماعية، وروح شاعر متصوف زاهد، عاش بتواضع ناسك لا يلهث وراء الأضواء، لكنه يزرع بإصرار بذور الثقافة في كل مكان، مستمتعاً بما يثمره غرسه من وعي وتنوير.

شاعر الحداثة ونصير قصيدة النثر

رغم الخلفية التقليدية لدار العلوم، تمرد إسماعيل على الأطر الكلاسيكية، فكان من أوائل من بشّروا بالحداثة الشعرية، وساهم في ترسيخ قصيدة النثر في المشهد الأدبي المصري. كتب سبعة دواوين شعرية متميزة، منها:

  • كائنات في انتظار البعث

  • الكلام الذي يقترب

  • قيامة الماء

  • يد بيضاء في نهاية الوقت

كما ترك بصمة واضحة في المسرح بأربع مسرحيات، منها: “السفينة” و”وجوه التوحيدي”، وفي النقد أصدر كتباً بارزة مثل:

  • الحداثة الشعرية في مصر

  • الرواية والسلطة

  • نقد الفكر السلفي

  • دلالات المكان السردي

جوائز وتكريمات… وأكبرها حب الناس

رغم نأيه عن الأضواء، نال الدكتور إسماعيل عدة جوائز مرموقة من المجلس الأعلى للثقافة، اتحاد الكُتاب، مجمع اللغة العربية، وصندوق التنمية الثقافية، كما كُرم في مؤتمرات أدبية كبرى. لكنه حصل على أعظم جائزة من جمهور المثقفين، وهي تقديرهم الصادق لإخلاصه وتجرده ونُبله.

شارك الخبر عبر:

قد يعجبك أيضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *