تؤثر مصاعب الحياة وتقدم العمر على أدمغتنا تدريجياً، إذ تتعرض خلايا المخ للتآكل والتلف مع مرور الوقت، ما يجعل العقل أبطأ ويزيد من احتمالية النسيان. ورغم التقدم في علم الأعصاب، لا تزال هناك أسئلة كثيرة بلا إجابات حاسمة حول أسباب التدهور المعرفي مع التقدم في العمر.
إقرأ أيضا:
مؤخرًا، نُشرت سلسلة من الدراسات العلمية في مجلة Neuron، هدفت إلى تقييم المعرفة الحالية عن شيخوخة الدماغ، وفهم كيفية تقليل خطر الخرف والأمراض التنكسية مثل الزهايمر.
ما الأسباب الحقيقية لشيخوخة الدماغ؟
أظهرت الدراسات أن الشيخوخة ليست مجرد نتيجة حتمية للزمن، بل تلعب عوامل بيولوجية وجينية دوراً رئيسياً في تسريع أو إبطاء هذا التدهور.
التغيرات الجسدية في الدماغ:
فقدان الحجم الدماغي.
تغير شكل الطيات البنيوية.
ضعف في نظام الأوعية الدموية الدماغية.
التغيرات البيولوجية:
الدكتور كوستانتينو ياديكولا، طبيب أعصاب في كلية طب “وايل كورنيل”، أشار إلى أن التدهور المعرفي يحدث نتيجة:
تلف الحمض النووي DNA.
الالتهاب المستمر منخفض الدرجة في الدماغ.
ضعف كفاءة الجهاز المناعي العصبي مع التقدم في العمر.
دور البروتينات السامة: تاو في قلب العاصفة
أوضح الدكتور ديفيد روبينزتين من جامعة كامبريدج أن من أبرز أسباب تدهور الدماغ هو تراكم البروتينات الضارة، وعلى رأسها بروتين تاو. فعندما تفقد خلايا الدماغ قدرتها على إزالة هذه البروتينات، يؤدي ذلك إلى تلفها وتعطيل وظائفها، وهو ما يرتبط ارتباطاً مباشراً بظهور مرض الزهايمر وأنواع الخرف الأخرى.
هل يمكن إبطاء شيخوخة الدماغ؟ العلم يجيب
رغم أن الجينات تحدد الكثير في مسار شيخوخة الدماغ، إلا أن نمط الحياة له دور في تسريع أو إبطاء هذا التدهور.
خطوات للحفاظ على صحة الدماغ:
ممارسة الرياضة بانتظام.
اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن.
الابتعاد عن التدخين والملوثات.
تعزيز التواصل الاجتماعي وتجنب العزلة.
معالجة فقدان السمع والبصر.
ومع ذلك، يؤكد الباحثون أن هذه العوامل لا تعكس تحسناً في الجينات، لكنها فقط تساعد على تجنب المزيد من التدهور.
العامل الجيني هو الأساس
يقول ياديكولا: “العوامل الوراثية تلعب الدور الأهم، إذ تحدد مسار شيخوخة الدماغ منذ لحظة الحمل”. ويضيف أن الأنماط الحياتية السيئة مثل التدخين قد تُفاقم الوضع، لكنها لا تستطيع تحسين ما فُقد بالفعل.
152 مليون شخص مهددون بالتدهور المعرفي بحلول 2050!
تُظهر التقديرات أن العالم سيواجه أزمة معرفية بحلول عام 2050، مع توقع وصول عدد المصابين بأحد أشكال التدهور المعرفي إلى 152 مليون شخص. ما يجعل فهم آليات شيخوخة الدماغ والبحث عن حلول أمرًا ملحًّا أكثر من أي وقت مضى.
