
في محاولة لوضع حد لأزمة تغطية الجنازات التي أثارت جدلاً واسعاً في الفترة الأخيرة في مصر، وآخرها جنازة الفنان المصري الراحل سليمان عيد، عقدت نقابتا الصحفيين والمهن التمثيلية في مصر، الثلاثاء، مؤتمراً صحفياً للإعلان عن مجموعة من القرارات غير المسبوقة تهدف إلى إيجاد حل جذري لهذه الإشكالية.
إقرأ أيضا:
وخلال المؤتمر، أعلنت النقابتان عن حزمة من الإجراءات التنفيذية والتنظيمية لتنظيم تغطية مراسم الجنازات والعزاءات. وشملت هذه الإجراءات توقيع اتفاقية تعاون مع شركة “SOKNA” المتخصصة في خدمات تنظيم الجنازات، إلى جانب تخصيص مناطق مخصصة للصحفيين والمصورين، لتوثيق المراسم، دون التسبب في إزعاج أو تجاوز الخصوصية.
كما شملت القرارات، إرجاع قرار تصوير العزاءات إلى أسرة المتوفي بالتنسيق مع نقابة الممثلين، مع الرفض التام لتصوير المقابر بسبب خصوصيتها.
أزمة متجددة
قبل المؤتمر السابق، تسبب تصوير جنازات الفنانين والمشاهير في حالة من الجدل والغليان داخل الوسطين الصحفي والفني في مصر، جددها تصوير نعش الفنان الراحل سليمان عيد في 18 أبريل (نيسان) الجاري، وهو ما اعتبره الفنانين انتهاكاً لحرمة الموتى وسط مُطالبات بمنعها.
في هذا الشأن أثار الفنان محمد السباعي، زوج آية سماحة، غضباً واسعاً بمنشور عبر حسابه الشخصي، هاجم فيه عدداً من المصورين الصحفيين الذين حضروا عزاء سليمان عيد، مستخدماً عبارات اعتبرها كثيرون مسيئة وغير لائقة، وأرفقها بصور للمصورين أثناء تأدية عملهم داخل العزاء.
وبعد موجة من الجدل، تدخل أشرف زكي، نقيب الفنانين، مُقدماً اعتذاراته للصحفيين ونقيبهم خالد البلشي، بقوله: “باسمي وباسم كل فناني مصر نقدر جميع الصحفيين المصورين المصريين، الذين نعتبرهم شركاء، ونحن وجهان لعملة وحدة”.
وشدد زكي بالتواصل مع البلشي، لوضع حد لهذه الأزمة وتنظيم عمل الصحفيين في الجنازات.
الفنانون يقترحون
بدورهم، علق عدد من الفنانين المصريين على مسألة تصوير الجنازات، وطرح بعضهم حلولاً للأزمة، حيث أشاد الفنان هاني شاكر، نقيب الموسيقيين السابق بمسألة تنظيم الجنازات، لقطع الطريق على المتربحين وصفحات السوشيال ميديا التي تجني أرباحاً من أحزان الآخرين، ضارباً المثل بتجربة شخصية مرَ بها خلال وفاة ابنته دينا.
أما نقيب الموسيقيين الحالي الفنان مصطفى كامل، فقد وصف في تصريحات لوسائل إعلام محلية، الصحافة بـ “شريك النجاح”، مشيراً إلى أن تجاوزات الجنازات لا علاقة لها بالعمل الصحفي، وهو ما يستدعي التدخل لمعرفة هوية هؤلاء الأشخاص المتجاوزين لإمكانية التفريق بين الصحفي ومنتحل الصفة.
ميثاق الشرف
بدوره، دعا الفنان هاني رمزي، إلى ضرورة معرفة أهل الميت بشكل مُسبق بهوية الأشخاص الذين يقبلون على تصوير الجنازة وكذلك معرفة تبعيتهم لأي وسيلة إعلامية، لتجنب السماح لوسائل غير معروفة أو غير موثوقة بالمتاجرة بالجنازة.
كما شدد رمزي، على ضرورة التمسك بميثاق الشرف الإعلامي عند تصوير الجنازات، لتجنب الوقوع في مخالفات قانونية وأخلاقية، وهو الأمر الواجب توفيره من جانب الصحيفة ونقابة الصحفيين.
واتفق معه الفنان محمود حميدة، في هذا الأمر، خلال كلمته على هامش مشاركته في فعاليات مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، حيث دعا إلى ضرورة سنّ قوانين لتنظيم تصوير جنازات الفنانين حتى لا يزداد الأمر إلى الأسوأ.
بدورها، شددت الفنانة نبيلة عبيد، على أهمية تغطية الجنازات، باعتبارها توثيقاً تاريخياً للحدث، إلا أنها دعت إلى ضرورة تنظيم هذا الأمر بالتوافق مع أسرة المتوفي، لمنع أي تجاوزات.
وأشارت عبيد، إلى أن تنظيم الجنازات يساعد الصحفي وكذلك أهل المتوفي في الوقت ذاته، حيث يسمح للأول العمل بحرية وفي بيئة جيدة وفي إطار حدود مُتفق عليها، كذلك يراعي حرمة الميت ومشاعر أهل الفنان الفقيد وهيبة الموقف.