
شهدت إسبانيا والبرتغال حالة طوارئ كهربائية بعد انقطاع واسع النطاق للتيار الكهربائي، الأمر الذي أثار قلقًا كبيرًا في الأوساط الأوروبية، خاصة مع تعقيدات إعادة التشغيل في ظل ضعف الترابط مع شبكات الطاقة الأوروبية.
إقرأ أيضا:
🔁 خطوات معقدة لإعادة التيار الكهربائي
بحسب ما نقلته منصة “بوليتيكو”، فإن إعادة الكهرباء في البلدين لم تكن عملية بسيطة.
وصرّح ليوناردو ميوس، أستاذ الكهرباء في المعهد الجامعي الأوروبي، أن مشغلي الشبكات في البلدين اضطروا إلى اتباع إجراءات تقنية دقيقة تبدأ بالاعتماد على مولدات احتياطية كالمضخات الكهرومائية لإعادة تشغيل الأنظمة تدريجيًا.
أما سولومون براون، أستاذ أنظمة الطاقة بجامعة شيفيلد، فقد أوضح أن الروابط البينية بين الشبكات تجعل الأنظمة مترابطة، لكنها تستلزم إعادة التشغيل بشكل منفصل بعد الانقطاع، لتفادي الضغط المفاجئ على الشبكة.
وأشار براون إلى أن عملية الاستعادة تمت على مراحل عبر موازنة دقيقة بين الإنتاج والاستهلاك في كل منطقة، حتى تم ربط الشبكات الإقليمية تدريجيًا.
🌍 ترابط محدود مع أوروبا يعرقل الأمن الطاقي
رغم الترابط الوثيق بين شبكتي الطاقة في إسبانيا والبرتغال، إلا أن عدد الروابط الحدودية مع فرنسا وبقية دول الاتحاد الأوروبي لا يزال محدودًا، وهو ما حذّرت منه المفوضية الأوروبية مرارًا.
وعلى الرغم من اتفاق مدريد وباريس ولشبونة على تعزيز البنية التحتية للربط الكهربائي، إلا أن تنفيذ المشاريع يتقدّم ببطء شديد، مع استمرار المخاوف من تكرار مثل هذه الأزمات مستقبلاً.
⚠️ الجدل حول فعالية الربط الأوروبي
تشير براثيكشا رامداس، كبيرة المحللين في إحدى شركات الطاقة الأوروبية، إلى أن زيادة الترابط قد يكون سلاحًا ذا حدين:
فمن جهة، يعزز قدرة الدول على مواجهة الأزمات بشكل جماعي.
ومن جهة أخرى، قد يُسهم الترابط الزائد في نقل الأعطال بسرعة إلى دول مجاورة، ما يؤدي إلى سلسلة من الانقطاعات المتزامنة عبر القارة.
🔙 عودة الكهرباء بنسبة 99% في إسبانيا
أعلنت شركة “ريد إلكتريكا” الإسبانية أن التيار الكهربائي عاد بنسبة 99.16% اعتبارًا من الساعة 6:00 صباحًا بالتوقيت المحلي، مؤكدة استقرار الشبكة بعد إنتاج 21.26 ميغاوات.
وكانت الشركة قد تمكنت مساء الإثنين من إعادة التيار إلى نحو 90% من الأراضي الإسبانية، في واحدة من أسرع عمليات الاستعادة على نطاق واسع في تاريخ شبكة الكهرباء الإسبانية.
🔌 استقرار تام في البرتغال
أما في البرتغال، فأكدت الشركة المشغلة “آر أي إن” أن التيار عاد بالكامل، مشيرة إلى أن جميع محطات الكهرباء الفرعية باتت تعمل بصورة طبيعية، وأن الشبكة القومية أصبحت مستقرة بالكامل.