
على قمة منحدرات سانتوريني الشاهقة، تقبع صناعة سياحية عالمية شهيرة تُقدر بملايين الدولارات، غير أن تحتها، يكمن خطرٌ مُحدقٌ بانفجارٍ هائل، حيث أدى ثورانٌ بركانيٌّ هائلٌ قديمٌ إلى ظهور هذه الجزيرة اليونانية الساحرة، مُخلّفاً فوهةً شاسعةً وحافةً على شكل حدوة حصان.
إقرأ أيضا:
ولأول مرة، يُجري العلماء الآن، تحقيقات حول مدى خطورة الانفجار الكبير القادم، حيث انطلقت سفينة الأبحاث الملكية البريطانية “ديسكفري” لإنجاز هذه المهمة العلمية، وتُشرف على هذه البعثة البروفيسورة إيزوبيل يو، خبيرة البراكين البحرية في المركز الوطني البريطاني لعلوم المحيطات، وفقاً لـ “بي بي سي”.
هل سانتوريني على أعتاب ثوران جديد؟
قبل أسابيع، شهدت الجزيرة سلسلة من الزلازل دفعت نحو نصف سكانها (11.000 نسمة) إلى الفرار مؤقتاً، في مشهد أعاد التذكير بخطر بركاني كامن تحت التربة الغنية التي تغذي مزارع العنب وتحت المنتجعات السياحية الفاخرة.
الأسرار الغارقة للبراكين البحرية
توضح البروفيسورة إيزوبيل أن نحو ثلثي براكين الأرض تقع تحت الماء، وهي غالباً خارج نطاق الرصد العلمي. وتضيف: “نميل إلى تجاهل البراكين المغمورة، رغم أن خطرها قد يفوق البراكين البرية المعروفة”.
رسم خرائط حرارية جديدة لقاع المحيط
باستخدام روبوت بحجم سيارة، يعمل الفريق على رسم خريطة للنظام الحراري المائي المرتبط بالبركان، لمحاولة التنبؤ بموعد ونوع الانفجار القادم، خصوصاً بعد مرحلة “انتفاخ الجزر” عام 2012 نتيجة تدفق الصهارة.
العمل على مدار الساعة وسط صخور خطيرة
يعمل العلماء بنظام نوبات 12 ساعة لاستغلال كل دقيقة على متن السفينة المكلفة، ويقوم الروبوت بجمع عينات من الصخور البركانية التي تُحلّل بدقة، بعضها يحتوي على عناصر سامة مثل الزرنيخ.
صوت البركان.. تكنولوجيا تتبع السوائل تحت الأرض
من خلال تسجيلات صوتية للزلازل الدقيقة الناتجة عن تحرك السوائل في باطن الأرض، يتمكن العلماء من رسم خريطة ثلاثية الأبعاد للممرات التي توصل السوائل إلى حجرة الصهارة، مما يساعد في تقدير احتمالات الانفجار.
رسالة إلى العالم: العلم في خدمة الأمان
تقول الباحثة باراسكيفي: “هدفنا ليس فقط إنتاج المعرفة، بل إيصالها للناس لحمايتهم”. ويبرز ذلك أهمية هذه الأبحاث خصوصاً بعد الزلازل الأخيرة التي أكدت هشاشة الجزيرة واعتمادها الكبير على السياحة.