
عاد الجدل حول تقديم الشخصيات التاريخية في الدراما، بعد عرض مسلسل “معاوية” على شاشة MBC خلال رمضان 2025. العمل، الذي أُجّل عرضه لعدة سنوات بسبب حساسية القضية التي يتناولها، يسلط الضوء على شخصية معاوية بن أبي سفيان في سياق الأحداث التي أعقبت مقتل الخليفة الثالث عثمان بن عفان وما تلاها من صراعات، فيما يُعرف بـ”الفتنة الكبرى”.
إقرأ أيضا
المسلسل من تأليف الصحفي خالد صلاح، وبطولة إياد نصار وأسماء جلال، ويُذاع طوال شهر رمضان الحالي.
لكن لماذا يواجه هذا العمل ردود فعل قوية؟
الرقابة وتحفّظات على الأعمال التاريخية
ليست هذه المرة الأولى التي يُواجه فيها عمل تاريخي إسلامي صعوبات بسبب الرقابة، حيث سبق أن تم منع عدة أعمال تتناول شخصيات إسلامية جدلية، ومنها:
- مسرحية “الحسين شهيدًا” للكاتب عبد الرحمن الشرقاوي، والتي مُنعت من التمثيل رغم أهميتها الفكرية.
- مسلسل “عمر”، الذي تناول حياة الفاروق عمر بن الخطاب، ولاقى اعتراضات واسعة من جهات دينية.
- مسلسل “عمرو بن العاص”، الذي تم حذف بعض مشاهده بسبب حساسية الموضوع.
المؤرخون يؤكدون أن تناول هذه الشخصيات في الدراما قد يؤدي إلى إثارة الجدل الطائفي، خصوصًا أن بعض الروايات لا تزال محل خلاف بين المدارس الفكرية المختلفة.
طه حسين والفتنة الكبرى.. جدل لا ينتهي
أعاد الجدل حول مسلسل “معاوية” الأذهان إلى ما كتبه طه حسين في كتابه الشهير “الفتنة الكبرى”، والذي قوبل برفض واسع حينها.
في الخمسينيات، أصدر طه حسين كتابه “عثمان”، ثم تبعه بكتاب “علي وبنوه”، وكان يخطط لاستكمال سلسلة تناقش الفتنة الكبرى، لكن بسبب حملات التكفير التي طالته، اضطر إلى التوقف عن الكتابة في هذا الموضوع.
في كتابه، أكد طه حسين أن الهدف من دراسة الفتنة الكبرى ليس إثارة الصراعات، بل منع تكرارها، والتحذير من توظيف الدين في النزاعات السياسية.
لماذا مُنع مسلسل “معاوية” لسنوات؟
🔸 منذ انتهاء تصويره، لم يُعرض المسلسل بسبب اعتراضات من جهات دينية ومجتمعية في أكثر من دولة، إلى أن قررت MBC عرضه هذا العام.
🔸 في العراق، قررت هيئة الإعلام والاتصالات حظر بث المسلسل، خوفًا من إثارة النزاعات الطائفية.
🔸 لا يزال الجدل قائمًا حول كيفية تناول شخصية معاوية بن أبي سفيان، هل يُقدَّم كحاكم سياسي بارع، أم أنه أحد أطراف الفتنة الكبرى؟
ردود الفعل حول عرض المسلسل
المؤيدون:
يعتبرون أن الدراما يجب أن تعالج كل الأحداث التاريخية بموضوعية.
يؤكدون أن “معاوية” شخصية محورية في التاريخ الإسلامي، ويجب فهمها بعيدًا عن الميول الطائفية.
يشيدون بإنتاج المسلسل وإخراجه كعمل درامي ضخم.
المعارضون:
يرون أن العمل قد يُعيد إحياء الصراعات الطائفية القديمة.
يعتبرون أن الفتنة الكبرى ليست موضوعًا مناسبًا للمعالجة الدرامية.
يخشون أن يكون هناك تحريف للتاريخ أو ترويج لرواية على حساب أخرى.