في شهادة مؤلمة، كشفت الممثلة السورية سمر كوكش، وهي معتقلة سابقة، عن الانتهاكات التي تتعرض لها النساء في سجون النظام السوري. خلال مقطع فيديو نشرته عبر وسائل التواصل الاجتماعي، سلطت كوكش الضوء على ممارسات قمعية تهدف إلى طمس الحقائق وإخفاء الضحايا.
إقرأ أيضا
نساء يُعتقلن بتهمة الجنون: شهادة من سجن عدرا المركزي
أوضحت سمر كوكش أن النظام السوري كان يقوم بإيداع نساء في سجن عدرا المركزي بزعم أنهن “مجنونات”، قبل نقلهن إلى مستشفيات الأمراض العقلية. وأشارت إلى أن هؤلاء النساء كنّ يحملن آثار تعذيب شديد ودماء على أجسادهن، مما يثير تساؤلات حول حقيقة وضعهن. وأكدت كوكش أن التعذيب الممنهج قد يكون السبب وراء تدهور حالتهن العقلية، مما دفع السلطات إلى تصنيفهن كمريضات عقليًا بهدف إخفاء آثار الانتهاكات.
دعوة للتحقيق في مستشفيات الأمراض العقلية
دعت سمر كوكش إلى تحقيق جاد ومستقل في مستشفيات الأمراض العقلية، مشيرة إلى احتمال وجود مخفيين قسريًا بين نزلاء هذه المستشفيات. وأضافت أن بعض الضحايا قد يكونون فقدوا ذاكرتهم أو قدرتهم على التعريف بأنفسهم نتيجة التعذيب، مما يجعل من الصعب تحديد هوياتهم.
يارا صبري تدعم شهادة كوكش
قامت الممثلة يارا صبري، وهي من أبرز الداعمين لملف المعتقلين والمخفيين قسريًا في سوريا، بإعادة نشر شهادة سمر كوكش. وتستخدم صبري منصاتها الإعلامية والاجتماعية لتسليط الضوء على معاناة الضحايا وعائلاتهم، ودعم الجهود الرامية إلى كشف الحقيقة.
من النشاط الفني إلى العمل الإنساني: قصة سمر كوكش
وُلدت سمر كوكش عام 1972 في دمشق، ونشأت في عائلة فنية؛ حيث كان والدها المخرج علاء الدين كوكش ووالدتها الممثلة ملك سكر. بعد تخرجها من المعهد العالي للفنون المسرحية، برزت كوكش في العديد من الأعمال الدرامية والمسرحية، كما اشتهرت بعملها في دبلجة مسلسلات كرتونية شهيرة مثل “المحقق كونان”.
في بداية الثورة السورية، نشطت سمر كوكش في تقديم مساعدات إنسانية للنازحين والمتضررين، خصوصًا النساء والأطفال، في مدينة دمشق. وشملت جهودها توفير الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والملابس، وتسهيل الحصول على الرعاية الطبية للمحتاجين. أحد أبرز نشاطاتها كان مساعدة طفلة من منطقة المعضمية المحاصرة للخروج وتلقي العلاج الطبي الضروري.
اعتقال سمر كوكش وتهمة ‘تمويل الإرهاب’
أدى عملها الإنساني إلى اعتقالها في تشرين الثاني/نوفمبر 2013، حيث اتهمتها السلطات بـ**”تمويل الإرهاب”**، وهي تهمة جاهزة كان النظام السوري يلصقها بأي شخص يساعد المتضررين من الحرب أو النازحين والمحاصرين.
قضية المعتقلين والمخفيين قسريًا في سوريا
تجاوز عدد المخفيين قسريًا منذ بداية الأزمة السورية عام 2011، الـ113 ألف شخص، معظمهم على يد النظام السوري، وفقًا للشبكة السورية لحقوق الإنسان. وتؤكد التقارير الحقوقية أن النظام عمد إلى تسجيل العديد من المختفين على أنهم متوفون في السجلات المدنية، في محاولة لإخفاء الجرائم المرتكبة بحقهم.
وصفت منظمة العفو الدولية هذه الممارسات بأنها جرائم ضد الإنسانية، مطالبة المجتمع الدولي بتكثيف الجهود للضغط على النظام السوري للكشف عن مصير المعتقلين والمخفيين ومحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات.
الأمل في تحقيق العدالة
في ظل هذه الشهادات المؤلمة والأرقام الصادمة، تظل قضية المعتقلين والمخفيين قسريًا في سوريا إحدى أكثر القضايا إلحاحًا على المستويين الإنساني والسياسي. مع استمرار شهادات الناجين والناشطين مثل سمر كوكش، يزداد الأمل في كشف الحقيقة ومحاسبة الجناة لتحقيق العدالة المنشودة.