
في وداع مؤثر، رحل الفنان الكبير حسن يوسف عن عالمنا تاركاً وراءه إرثاً فنياً وإنسانياً كبيراً، ومسيرة حياة مميزة مع زوجته الفنانة المعتزلة شمس البارودي. كانت قصتهما رمزاً للحب الذي لا يذوب رغم كل المحن التي مرّا بها، ليبقى حبهم خالداً في ذاكرة الفن العربي.
إقرأ أيضا:
وداع حزين بعد صدمة الفراق
لم يستطع قلب حسن يوسف تحمل فراق ابنهما الأصغر عبدالله، الذي رحل في يوليو 2023 في حادث غرق بالساحل الشمالي. كانت هذه الصدمة هي الأقوى في حياته، إذ دفعت به إلى اعتزال الفن والتفرغ تماماً للعبادة وصلة الرحم. حاولت شمس البارودي، بكل طاقتها، أن تخفف عنه هذا الألم، وأن تجعله يستمد القوة من وجود أبنائه وأسرته حوله.
تفرغ للعبادة بعد رحيل الابن
عاشت شمس البارودي مع حسن يوسف حياة عائلية هادئة، كانت أولويتها صلة الرحم والتواصل مع الأبناء والأقارب. وتؤكد الفنانة المعتزلة أن زوجها كان زاهداً في مباهج الدنيا بعد رحيل ابنهما، وكانت أسعد لحظاته عندما يجتمع بأسرته أو يجد الوقت للخلوة مع الله.
رعاية خاصة في أيامه الأخيرة
في أيامه الأخيرة، رفضت شمس البارودي الابتعاد عن زوجها ولو للحظات، وحولت غرفته إلى غرفة رعاية منزلية، حيث كانت تسهر على راحته وتقرأ القرآن إلى جانبه. وفي وداعها المؤثر، قالت شمس: “حبيبي كان أكرم وأحن الرجال، وراح لحبيبه عبدالله وراح لرب كريم وحنون”، مؤكدةً أنها ستظل تتذكره دائماً كأفضل رجل عرفته.

حسن يوسف يودع الفن ويختار السلام الداخلي
أعلنت شمس البارودي في تصريح سابق اعتزال زوجها حسن يوسف للفن بشكل نهائي بعد وفاة ابنهما، واختياره للتفرغ للعبادة وزيارة الأهل. وعن قراره، قالت: “حسن زهد في كل مباهج الدنيا وتفرغ لعبادة الله”، مضيفةً أنه كان يرفض كل العروض الفنية، معلقاً: “كفاية كده، ربي يرحم ابننا ويخلينا لإخوته، والخلوة مع الله تكفيني”.
النهاية التي تمنياها معاً
بعد حياة حافلة بالعطاء والحب، رحل حسن يوسف في حضن شمس البارودي، كما تمنيا، تاركاً وراءه قصة حب لم تفرقها سوى الموت. هذه القصة المؤثرة تلهم الجميع بقوة الحب والصبر والوفاء حتى آخر نفس.