شارك الخبر عبر:

منذ ظهورها لأول مرة عام 2015 على يد الفنان الصيني كاسينغ لونغ، أسرت دمية لابوبو (Labubu) القلوب بملامحها الطفولية الغريبة وسلوكها المشاكس.

إقرأ أيضا:

خطوات مهمة لضمان عبور العمالة المنزلية بسلاسة عبر جسر الملك فهد

ارتفاع ضغط الدم الخبيث: قاتل صامت يستدعي تدخلاً فورياً — الأعراض والأسباب وطرق العلاج

ماذا لو اختفى منفذ الشحن من كل الهواتف؟ آيفون 17 Air يبدأ التجربة

إعلان أسماء أوائل الثانوية العامة ونسبة النجاح للعام الدراسي 2024/2025

من هي أميرة الزهير؟ رحلة سعودية بنكهة عالمية..أول عارضة أزياء سعودية تواصل كسر الحواجز العالمية

تحول خطير في دوران الأرض… هل نعيش في زمن متسارع؟

دراسة حديثة: سكر الدم الخفي وراء تراجع الأداء الجنسي لدى الرجال وليس التقدم في العمر فقط!

أيقونة التسعينيات ترحل بصمت.. وفاة الممثل مالكولم وارنر

فيتنامية متزوجة تتوج بلقب ملكة جمال العالم الكبرى 2025: نجوين ثي ثوا تكسر الصورة النمطية وتلهم الملايين

هل ستتأثر “اليونيسكو” بعد انسحاب واشنطن؟

 

لم تكن مجرّد لعبة تقليدية، بل تحوّلت خلال سنوات قليلة إلى واحدة من أشهر رموز ثقافة البوب العالمية، متجاوزة حدود الأسواق التقليدية لتغزو منصات التواصل الاجتماعي، وتدخل البيوت، وجلسات التصوير، وحتى عالم الأزياء الراقية.

 

لابوبو تتحدى الترندات: من لعبة إلى أيقونة

 

في زمن يندثر فيه الترند بسرعة، شكّلت “لابوبو” استثناءً فريدًا. فقد استمرت في الصعود عامًا بعد عام، لتصبح أحد أبرز رموز الثقافة الرقمية، ويكاد لا يخلو حساب مؤثر أو فنان على إنستغرام أو تيك توك من ظهورها.

هذه الشعبية اللافتة تعود إلى مزيج ذكي من التصميم الفني الجذّاب، والتسويق النفسي الفريد.

 

استراتيجية “بوب مارت”: هكذا صُنعت أسطورة لابوبو

 

نقطة التحوّل الكبرى في رحلة “لابوبو” جاءت عندما عقدت شركة الألعاب العملاقة بوب مارت (POP MART) اتفاقًا مع مبتكر الشخصية، منحها حقوق الإنتاج والتوزيع التجاري.

ومن هنا انطلقت الأسطورة نحو العالمية.

 

اتبعت الشركة استراتيجية “Blind Box” أو صندوق المفاجآت، حيث يشتري المستهلك صندوقًا مغلقًا دون معرفة مضمونه، ما أثار شغف التجميع والمفاجأة.

ساهمت الإصدارات المحدودة والنادرة في رفع قيمة اللعبة معنويًا وماديًا، وخلقت موجة من التنافس بين محبي جمع الدمى.

 

كما أضافت الشركة شخصيات فرعية وسيناريوهات قصصية موسّعة، ما عزز الارتباط العاطفي مع “لابوبو”، وجعل منها ليس فقط لعبة، بل عالمًا متكاملًا يعكس تجارب ومشاعر جمهورها.

 

بالأرقام: أرباح ضخمة ونمو قياسي

 

تحوّلت “لابوبو” من ترند إلى مصدر أرباح بالمليارات. ففي عام 2024، تجاوزت أرباح شركة “بوب مارت” حاجز 1.8 مليار دولار، وكانت سلسلة “Monsters” التي تتصدّرها “لابوبو” من أبرز محركات هذا النجاح.

 

وفي النصف الأول من عام 2025، قفزت أرباح الشركة بنسبة 350% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، مع تسجيل نمو سنوي بلغ 204%، ما اعتُبر علامة فارقة في سوق الألعاب الترفيهية والثقافة الاستهلاكية.

 

لابوبو تدخل عالم الموضة الفاخرة

 

شهرة “لابوبو” لم تقف عند حدود الأسواق الشعبية، بل جذبت أنظار كبرى دور الأزياء، أبرزها Louis Vuitton التي أطلقت سلسلة منتجات مستوحاة من شخصية “لابوبو”، جمعت فيها بين الأناقة وروح المرح.

 

من أبرز هذه الإصدارات:

 

Vivienne Fashionista: بسعر 1,390 دولارًا

 

Louis Bear: بسعر 1,270 دولارًا

 

تم تصميم هذه القطع باستخدام خامات راقية مثل الفرو واللؤلؤ، مع شعار Monogram الشهير، مما منح “لابوبو” مكانة في عالم الموضة الراقية.

 

من هوس إلى لعنة؟ وجه آخر للدمية

 

رغم محبة الملايين لها، بدأت موجة غريبة من القلق تدور حول “لابوبو”، بعد أن تداول بعض المتابعين والمؤثرين قصصًا تشير إلى أن اللعبة قد تكون مصدر طاقة سلبية.

وتحدثت تقارير عن حالات أبلغ فيها أصحابها عن تغييرات سلبية في حياتهم بعد اقتنائها، مما دفع البعض إلى التخلص منها أو حتى حرقها لأسباب روحانية.

 

بدأت هذه المزاعم بعد تداول شائعات تُشبّه ملامح “لابوبو” بالشيطان البابلي “بازوزو”، الذي ظهر في فيلم الرعب الشهير “طارد الأرواح”، ما أثار القلق بين فئات محافظة تربط بين المظاهر الروحية والرموز الثقافية.

 

لعبة أم مرآة رقمية؟

 

تظل “لابوبو” أكثر من مجرد دمية. فهي انعكاس حي لتعقيدات العصر الرقمي، حيث يمكن لمنتج بسيط أن يتحوّل إلى رمز ثقافي، وأداة تسويق نفسي، ومادة جدل اجتماعي وروحي في آنٍ واحد.

وبين من يرون فيها متعة الطفولة، ومن يتخوّفون من طاقتها المزعومة، تبقى “لابوبو” نموذجًا استثنائيًا لفهم آليات الذوق العام في عصر تتحكم فيه المنصات الاجتماعية بواقعنا اليومي.

 

الخلاصة

 

مع توسّع عالم “لابوبو” ليشمل كل شيء من الترفيه إلى الأزياء، ومن الجمع البريء إلى الجدل الروحي، يبقى السؤال: هل نحن أمام ولادة جيل جديد من الألعاب التي تسيطر على العقول والقلوب؟ أم أن “لابوبو” ستظل حالة فريدة لا تتكرّر، بكل ما فيها من سحر… وغموض؟

شارك الخبر عبر:

قد يعجبك أيضا