في تطور إنساني مفاجئ لأزمة “سرقة اللوحات الفنية” التي طالت الإعلامية المصرية مها الصغير، أعلنت الفنانة التشكيلية الدنماركية ليزا نيلسون قبولها للاعتذار الذي قدمته مها، مؤكدة أن العقوبة المعنوية التي تواجهها الأخيرة كافية، وداعية الجمهور إلى التسامح والصفح.
إقرأ أيضا:
15 ألف رسالة في أيام قليلة
وفي بيان مطوّل نشرته عبر حسابها الرسمي على إنستغرام، كشفت ليزا نيلسون أنها تلقت ما يقارب 15 ألف رسالة وتعليق منذ لحظة كشفها عن القضية، إلى جانب مئات العروض القانونية والإعلامية من صحفيين ومحامين من مختلف أنحاء العالم.
وأعربت نيلسون عن أسفها لعدم قدرتها على الرد على الجميع، مشيرة إلى أنها ظهرت خلال الساعات الماضية في عدة برامج عربية ودنماركية للحديث عن الواقعة.
دعم مصري واسع واعتذار مؤثر من مها الصغير
وأشادت الفنانة الدنماركية بدعم الشعب المصري، قائلة:
> “أقدّر كثيرًا الرسائل الدافئة من المصريين… هذا الخطأ يمكن أن يحدث في أي مكان في العالم.”
وأكدت أنها كانت على تواصل مباشر مع مها الصغير وفريق برنامج “معكم منى الشاذلي”، لافتة إلى أن القناة لم تكن تعلم أن اللوحات ليست من إبداع مها.
وأوضحت أن مها قدمت لها اعتذارًا صادقًا وشخصيًا، قائلة:
> “العقوبة التي تتلقاها الآن صعبة بما فيه الكفاية… وأتمنى أن يتم مسامحتها.”
تحذير صارم ضد السطو على حقوق الفنانين
ورغم تسامحها، وجهت ليزا نيلسون تحذيرًا صارمًا من تكرار مثل هذه الوقائع، مؤكدة أن حقوق الفنانين مهددة في زمن انتشار الذكاء الاصطناعي وسرقة المحتوى.
وقالت:
> “نحن نعمل بجهد لنخلق فنًا يعبر عنا، وغالبًا لا نجني من ورائه الكثير. سرقة أحلامنا ومواهبنا أمر مؤلم وغير مقبول.”
ودعت الفنانين من كل التخصصات، من رسامين ومصورين وموسيقيين وكتاب، إلى الدفاع عن حقوقهم وعدم التهاون أمام أي تعدٍّ على ملكيتهم الفكرية.
فنانة ألمانية تتحدث بألم: “سرقوا قلبي وفني على الهواء”
من جانب آخر، دخلت الفنانة التشكيلية الألمانية كارولين وينديلين على خط الأزمة، بعد اكتشاف عرض إحدى لوحاتها خلال حلقة البرنامج منسوبة إلى مها الصغير.
وفي منشور مؤثر عبر حساباتها، قالت وينديلين:
“أنا لست مشهورة.
أعمل حتى الإرهاق وأربي ثلاثة أطفال. أضع قلبي في كل لوحة. رؤية مؤثرة ثرية تدّعي ملكية فني على شاشة التلفزيون كان بمثابة طعنة.”
ورغم ذلك، عبّرت عن امتنانها العميق لآلاف الرسائل من المصريين الذين عبّروا عن تضامنهم واعتذارهم مما حدث، مؤكدة:
> “لطفكم يظهر حقًا في كلماتكم… شكرًا من القلب.”
كيف بدأت الأزمة؟
بدأت الأزمة بعد ظهور مها الصغير، طليقة الفنان أحمد السقا، في إحدى حلقات برنامج “معكم منى الشاذلي”، حيث عرضت مجموعة من اللوحات ونسبتها لنفسها.
لكن الفنانة الدنماركية ليزا نيلسون كشفت أن واحدة من اللوحات المعروضة تعود لها، مؤكدة أنها رسمتها منذ ست سنوات، وتمتلك جميع الوثائق التي تثبت ملكيتها، فيما تعود اللوحات الأخرى إلى فنانين عالميين آخرين.
مها الصغير تعترف وتعتذر: “أنا غلطت”
ولم تنتظر مها طويلًا، إذ نشرت بيانًا عبر “فيسبوك” قالت فيه:
“أنا غلطت… غلطت في حق الفنانة ليزا، وفي حق الفنانين، والمنبر اللي ظهرت فيه، والأهم في حق نفسي.
مروري بظروف صعبة لا يبرر ما حدث، وأنا آسفة وزعلانة من نفسي.”
بينما تعاطف معها البعض، طالب آخرون بضرورة عدم التساهل مع أي تعدٍّ على حقوق الفنانين، مؤكدين أهمية المحاسبة، حتى وإن كان الخطأ غير مقصود.
