
مع التقدّم في العمر، يبدأ الدماغ بمواجهة تحديات طبيعية تؤثر على أدائه، مثل تقلص الحجم، وضعف التواصل بين الخلايا العصبية، وتراجع تدفق الدم، مما ينعكس سلبًا على الذاكرة وسرعة التفكير والتعلم.
إقرأ أيضا:
وبينما تُعدّ العادات الصحية كالنظام الغذائي الجيد، والنوم المنتظم، وممارسة الرياضة من الركائز الأساسية للحفاظ على شباب الدماغ، إلا أن هناك استراتيجيات غير تقليدية يمكن أن تُحدث فرقًا حقيقياً في تعزيز صحة الدماغ وكفاءته.
في هذا السياق، يكشف عالم الأعصاب كيفن وودز، الحاصل على دكتوراه مزدوجة من جامعة هارفارد ومدير العلوم في منصة Brain.fm المتخصصة في موسيقى الدماغ، عن مجموعة من الأساليب المبتكرة والمجربة علميًا لتحفيز الدماغ بطرق غير مألوفة.
1. مضغ العلكة… أو حتى قلم الرصاص!
قد يبدو بسيطًا، لكن مضغ العلكة يساعد على تحفيز تدفق الدم إلى الدماغ، مما يعزز التركيز، يقوي الذاكرة، ويقلل التوتر.
وينصح باختيار علكة خالية من السكر وذات نكهة ثابتة للحفاظ على صحة الأسنان.
المثير للاهتمام أن إحدى الدراسات الحديثة أشارت إلى أن مضغ أقلام الرصاص (غير السامة) قد يرفع مستويات الجلوتاثيون، وهو مضاد أكسدة قوي في الدماغ، أكثر من العلكة العادية.
2. المشي العكسي: تمرين ذكي للعقل والجسم
تحوّل “المشي إلى الخلف” من ترند على تيك توك إلى تقنية مدعومة علميًا.
فقد كشفت أبحاث أن هذا النوع من المشي يُحفّز الدماغ، يُحسّن الذاكرة، ويعزّز التحكم المعرفي والتوازن.
كما يُعتبر وسيلة فعالة لحرق سعرات حرارية أكثر من المشي التقليدي، إلى جانب تقوية عضلات الساقين وتخفيف آلام الظهر.
3. تحفيز العصب المُبهم: شاحن طبيعي لوظائف الدماغ
يرتبط العصب المبهم بأغلب أعضاء الجسم، وله دور حيوي في تنظيم التوتر، المزاج، النوم، والهضم. واليوم، أصبح بالإمكان تحفيز هذا العصب بطرق غير جراحية باستخدام أجهزة حديثة، ما يُساهم في تعزيز الاسترخاء وتحسين وظائف الدماغ دون تدخل طبي.
4. الهمهمة: تناغم داخلي يعزز التركيز
الهمهمة ليست مجرد صوت مهدئ، بل تُظهر الدراسات أنها تزيد من أكسيد النيتريك في الأنف، مما يُحسن تدفق الدم، ويُحفز العصب المبهم. كذلك، فإن الأنفاس العميقة والنغمة المستمرة أثناء الهمهمة أو الغناء تُعزّز من التركيز وتُحسن الحالة المزاجية.
السر في التكرار والتجربة الشخصية
يؤكد الدكتور وودز أن تأثير هذه الأساليب يختلف من شخص لآخر، ويشدد على أهمية التجربة لمعرفة ما يناسبك:
> “ما قد ينشط ذهن شخص، قد يكون مشتتًا لآخر. لكن الاستمرارية هي ما يصنع الفرق.”
خلاصة:
إن الحفاظ على صحة الدماغ لا يتطلب دائمًا أساليب تقليدية أو مكلفة.
جرّب هذه الاستراتيجيات البسيطة والممتعة، وادمجها في روتينك اليومي لتعزيز الأداء العقلي، والتقليل من آثار التقدّم في العمر، والتمتع بحياة أكثر وضوحًا وذكاء.