
أعربت الفنانة المصرية القديرة نبيلة عبيد عن استيائها العميق من التعديلات الأخيرة التي طالت قانون الإيجار القديم في مصر، مشيرة إلى أن هذه التعديلات قد تحرمها من شقتها الواقعة في شارع جامعة الدول العربية، والتي تعتبرها أيقونة شخصية وتاريخية تحمل بين جدرانها مسيرتها الفنية والإنسانية.
إقرأ أيضا:
وفي تصريحات مؤثرة لوسائل الإعلام المحلية، كشفت عبيد عن ارتباطها العاطفي الكبير بهذه الشقة التي احتضنتها لعدة عقود، مؤكدة أنها ليست مجرد مكان للإقامة، بل “ملاذ دافئ ومتحف حي” يوثق رحلة عطائها الفني التي امتدت لأكثر من أربعين عامًا.
وقالت الفنانة التي أبدعت في أعمال خالدة مثل رابعة العدوية والراقصة والسياسي:
> “أشعر بانهيار نفسي كلما فكرت أن تُنتزع مني هذه الشقة. إنها كل حياتي، وكل ما تبقى لي من ذكريات، ومقتنيات، وصور، بل وحتى رائحة والدتي التي عاشت معي لسنوات طويلة”.
وأكدت نبيلة عبيد أن الشقة تضم أرشيفًا فنيًا متكاملًا، من مجلات وصحف وتكريمات توثق نجاحاتها وانكساراتها، مشيرة إلى أنها كانت تخطط لتحويل المكان إلى متحف فني مفتوح لجمهورها ومحبيها، ليكون مرآة لذاكرة السينما المصرية وتاريخها المجيد.
وتابعت بأسى:
“لم أتزوج ولم أنجب، وعشت في هذا المنزل مع والدتي. هو كل عائلتي، وكل فني.
لا أتحمل فكرة فقدانه. لا أملك مكانًا آخر يحتضن تاريخي وذكرياتي بهذه الصورة العميقة”.
وفي نبرة يائسة، تساءلت عبيد:
> “إلى أين أذهب بكل هذه الأشياء؟ هل أرميها في الشارع؟ على سور الأزبكية؟ هذه ليست مجرد أوراق أو صور، بل حياتي كلها. لا يمكنني التخلي عن المكان الذي شهد أجمل مراحل حياتي الفنية والشخصية”.
وفي خطوة لاحتواء الأزمة، أعربت النجمة الكبيرة عن نيتها التواصل مع نقيب المهن التمثيلية الدكتور أشرف زكي، آملة في التوصل إلى حل يضمن لها الحفاظ على هذا الكنز الإنساني والفني.
وأكدت أن الصيغة الحالية للقانون تُلحق بها ضررًا نفسيًا ومعنويًا بالغًا يصعب تعويضه.
واختتمت نبيلة عبيد حديثها باكية:
“أنا لا أطلب الكثير، فقط دعوني أعيش مع ذكرياتي، مع بيتي، مع تاريخي الذي بنيته بجهدي ودموعي.
هذه الشقة لا تخصني وحدي، بل هي جزء من الذاكرة الجماعية للسينما المصرية”.
تُعد هذه القضية صرخة مؤثرة تستدعي وقفة جادة أمام تأثير التشريعات الجديدة على رموز الفن والثقافة، وتفتح باب النقاش حول ضرورة إيجاد حلول إنسانية تحفظ للمبدعين إرثهم وكرامتهم.