يُعتبر مرض الوردية (Rosacea) أحد الأمراض الجلدية الالتهابية المزمنة التي تصيب البشرة، خاصة في منطقة الوجه، مسببة احمراراً وطفحاً جلدياً غالباً ما يظهر على الخدين والأنف.
إقرأ أيضا:
وتتميز هذه الحالة بأنها تظهر وتختفي على شكل نوبات، وقد تتفاقم نتيجة التعرض لمحفزات خارجية مثل أشعة الشمس أو الضغط النفسي.
أعراض مرض الوردية
تختلف أعراض الوردية من شخص لآخر، وقد يعاني المريض من عرض واحد أو أكثر.
وبحسب المعهد الوطني الأمريكي لأمراض العظام والعضلات والجلد (NIAMS)، فإن أبرز أعراض الوردية تشمل:
احمرار دائم أو متكرر في الوجه: يبدأ غالباً باحمرار خفيف قد يتطور إلى احمرار دائم مصحوب بحرقة أو وخز، وقد يبدو الجلد خشناً أو متقشراً.
ظهور طفح جلدي أو بثور: يشبه حب الشباب، وقد تكون هذه النتوءات حمراء أو مليئة بالقيح.
أوعية دموية دقيقة مرئية: تظهر عادةً على شكل خطوط حمراء رفيعة على الأنف والخدين.
سماكة الجلد: خاصة على الأنف، ما يمنحه مظهراً منتفخاً، وتعد هذه الحالة أكثر شيوعاً بين الرجال.
مشاكل في العين (الوردية العينية): تتضمن احمرار العين، الحكة، الجفاف، دموع زائدة، أو شعور بوجود جسم غريب داخل العين.
في بعض الحالات، تتورم الجفون وتظهر حمراء عند قاعدة الرموش.
📌 تنبيه مهم: في حال ظهور أعراض الوردية العينية، يُنصح بمراجعة الطبيب فوراً لتفادي المضاعفات التي قد تؤدي إلى فقدان البصر.
ورغم أن الوردية تصيب غالباً مركز الوجه، فإنها قد تمتد في بعض الحالات إلى الرقبة، الأذنين، فروة الرأس والصدر.
محفزات تفاقم أعراض الوردية
رغم أن السبب الدقيق للوردية لا يزال غير معروف، فإن هناك مجموعة من المحفزات التي قد تساهم في تفاقم الأعراض، وفقاً لخدمة الصحة الوطنية البريطانية (NHS):
التعرض المباشر لأشعة الشمس.
تناول الأطعمة الحارّة.
شرب المشروبات الساخنة.
التواجد في درجات حرارة شديدة (ساخنة أو باردة).
ممارسة التمارين الهوائية الشاقة مثل الجري.
الضغط النفسي والتوتر.
الفرق بين الوردية وحالات جلدية مشابهة
في بعض الأحيان، قد يتم الخلط بين الوردية وحالات جلدية أخرى مثل:
حب الشباب.
التهاب الجلد التماسي أو الدهني.
الذئبة الحمراء.
التقرن الشعري.
لذلك، يُنصح دائماً بالتشخيص الدقيق من قبل طبيب الأمراض الجلدية.
هل يمكن علاج الوردية؟
رغم عدم وجود علاج نهائي للوردية، إلا أن التدخل الطبي المبكر والمتابعة المنتظمة يساعدان على السيطرة على الأعراض وتقليل النوبات.
ومن الخيارات العلاجية التي قد يوصي بها الطبيب:
كريمات أو جل موضعي مخصص للحد من الاحمرار والالتهاب.
مضادات حيوية فموية، خاصة في الحالات المتوسطة إلى الشديدة، وقد تستمر فترة العلاج حتى 16 أسبوعاً.
علاج الأعراض العينية باستخدام قطرات أو مضادات حيوية مخصصة للعين.
نصائح فعّالة للعناية بالبشرة المصابة بالوردية في المنزل
رغم أن الوردية ليست ناجمة عن قلة النظافة أو حالة مُعدية، إلا أن اتباع بعض الخطوات البسيطة قد يُساعد في تخفيف الأعراض:
تجنّبي الأطعمة الحارة والمحفزات المعروفة.
استخدمي واقي شمس بعامل حماية لا يقل عن 50 (SPF 50)، مع إعادة تطبيقه كل ساعتين عند التعرض للشمس أو السباحة.
احرصي على تغطية الوجه في الطقس البارد والجاف.
اختاري منتجات عناية بالبشرة تكون لطيفة وخالية من العطور والمهيجات.
نظّفي جفونك بلطف يومياً إذا كنتِ تعانين من التهابات في الجفن.
حاولي تقليل التوتر والضغوط النفسية من خلال تقنيات الاسترخاء مثل التأمل أو التنفس العميق.
خاتمة
مرض الوردية من الحالات الجلدية المزمنة التي قد تؤثر على جودة حياة المصاب بها، لكنه قابل للسيطرة بفعالية من خلال الجمع بين العلاجات الطبية والعناية اليومية بالبشرة.
احرصي على استشارة الطبيب فور ملاحظة الأعراض، واتباع نمط حياة يساعدك في تجنّب المحفزات التي تؤدي إلى تفاقم الحالة.
