
أثارت واقعة مؤثرة موجة استياء وغضب واسعة في الشارع المصري، عقب تداول فيديو يظهر طفلاً لا يتجاوز عمره الـ10 سنوات، وهو يأخذ قطعة “باتيه” من أحد المخابز خلسة.
إقرأ أيضا:
هذه الحادثة، التي قام بتوثيقها بلوغر يُدعى محمد عربي، أدت إلى جدل واسع حول مدى ملاءمة تصرفه وتعامل المجتمع مع حالات الفقر والجوع، خاصة بعد أن لاحق الطفل ووبخه بعنف مبالغ فيه.
تفاصيل الواقعة: الجوع يدفع والتعنيف يتبع
يُظهر الفيديو البلوغر وهو يصطحب الطفل إلى صاحب المخبز، حيث وبّخه أمامه، محاولًا تلقينه “درسًا في حدود الحلال والحرام”.
في المقابل، كان دافع الطفل وراء الفعل هو الجوع، مما أثار ردود فعل متباينة بين المشاهدين الذين عبروا عن تعاطفهم العميق مع الطفل وانتقادهم لاستغلال حالته الإنسانية بهذا الشكل.
في المقابل، أثار تصرف صاحب المخبز إعجاب وتقدير رواد منصات التواصل الاجتماعي.
فقد تعامل مع الطفل بلطف وأدب، متحدثًا معه بحُسنى وهدوء، مطالبًا إياه بالاستئذان في المرات القادمة، بل وعرض عليه قطعة أخرى من “الباتيه” مجانًا لتناولها، مما عكس جانبًا إنسانيًا في مواجهة الموقف.
انتقادات حادة للبلوغر: استغلال الفقر لجذب المشاهدات
أثارت الواقعة موجة من الهجوم اللاذع والانتقادات الحادة تجاه البلوغر محمد عربي، الذي واجه اتهامات صريحة باستغلال براءة الطفل وجوعه وفقره لتحقيق مكاسب شخصية عبر منصات التواصل الاجتماعي.
اعتبر الكثيرون أن تصرفه بتوثيق الطفل في لحظة ضعف، وملاحقته وتعنيفه بشكل علني، لم يكن سوى محاولة مكشوفة لجذب المشاهدات وزيادة التفاعل على حسابه، بغض النظر عن الأضرار النفسية التي قد تسببها للطفل الصغير.
وصفت الأوساط المجتمعية هذا الفعل بأنه انتهاك صارخ للأخلاقيات الإنسانية والخصوصية، حيث لم يراعِ البلوغر حق الطفل في الحماية والكرامة، بل استغل معاناته كأداة لرفع شعبيته على الإنترنت.
جدل حول أخلاقيات صناعة المحتوى
على الرغم من أن الفيديو حصد عشرات الآلاف من المشاهدات وتداوله العديد عبر مختلف المنصات، إلا أن هذا السلوك أثار جدلاً واسعًا حول حدود المسؤولية الاجتماعية للمؤثرين الرقميين، وضرورة احترام حقوق الفئات الضعيفة والمهمشة، خصوصًا الأطفال الذين هم في أمس الحاجة إلى الدعم والرعاية وليس الاستغلال الإعلامي.
وصف العديد من رواد منصات التواصل الاجتماعي المشهد بأنه “استغلال فاضح لفقر الأطفال وتحويل معاناتهم الإنسانية إلى مادة رخيصة لزيادة التفاعل وتحقيق الأرباح”.
وأكدوا على ضرورة أن تسبق الرحمة أي محتوى يُنشر، داعين إلى أن تكون الكاميرا أداة لنشر الوعي والدعم، لا وسيلة للمهانة والتشهير والإساءة.
سلطت هذه الواقعة الضوء على غياب الرقابة الأخلاقية في صناعة المحتوى على منصات التواصل، حيث تُستخدم المعاناة والاحتياج كوسيلة لتحقيق الانتشار.
فيما ذهب البعض إلى وصف الفيديو بأنه “تمثيلية” من تأليف البلوغر، مؤكدين أنه يكشف عن وجه غير سوي لهذا النوع من المحتوى الذي يوظف الأطفال دون أدنى رقابة أخلاقية أو قانونية، ومطالبين بمحاسبة البلوغر.