
يُعد التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) من الفحوصات الطبية المتقدمة التي توفر للأطباء رؤية تفصيلية للأعضاء والأنسجة الداخلية دون الحاجة لأي تدخل جراحي.
إقرأ أيضا:
تعتمد هذه التقنية على مزيج من الحقول المغناطيسية القوية وموجات الراديو لإنشاء صور دقيقة تساعد في تشخيص مجموعة واسعة من الحالات، بدءًا من أورام الدماغ وصولاً إلى مشاكل العمود الفقري والمفاصل.
على الرغم من أن فحص الرنين المغناطيسي غير مؤلم ولا يستخدم الأشعة السينية، إلا أن الكثيرين قد يشعرون بالقلق حياله، سواء بسبب ضيق الجهاز أو الأصوات العالية التي يصدرها.
إليك أهم المعلومات والنصائح التي ينبغي معرفتها قبل الخضوع لهذا الفحص، لضمان تجربة سلسة ونتائج دقيقة.
الأصوات المزعجة: جزء طبيعي من الفحص
قد تفاجئك الأصوات العالية التي يصدرها جهاز الرنين أثناء الفحص، والتي تشبه الطرق أو الطنين المتكرر. هذه الأصوات طبيعية تمامًا وتنتج عن تغيرات المجال المغناطيسي أثناء التصوير.
لتخفيف هذا الإزعاج، يُنصح عادةً باستخدام سدادات الأذن أو سماعات الرأس التي تُشغّل موسيقى مهدئة.
في بعض الحالات، خاصة للأطفال أو من يعانون من القلق الشديد، قد يُعرض عليك مهدئ خفيف للمساعدة على الاسترخاء وتجنب الحركة التي قد تؤثر على جودة الصور.
التعامل مع القلق أثناء الفحص
الشعور بالقلق أو التوتر أثناء فحص الرنين المغناطيسي أمر شائع جدًا؛ حيث تشير الدراسات إلى أن نسبة كبيرة من المرضى يواجهون هذه المشاعر.
غالبًا ما يرتبط هذا القلق بالشعور بالاحتجاز داخل الجهاز أو بالخوف من نتائج الفحص.
للتغلب على هذا التوتر، يمكنك اتباع النصائح التالية:
* أبلغ الفريق الطبي مسبقًا بأي مخاوف لديك.
* استفسر عن إمكانية الخضوع للفحص في أجهزة الرنين المغناطيسي المفتوحة إذا كانت متاحة.
* تذكر أنك ستُمنح زر طوارئ يتيح لك إيقاف الفحص عند الحاجة.
* حاول مرافقة صديق أو قريب لك.
* مارس تمارين التنفس العميق للمساعدة على الاسترخاء.
* أغمض عينيك طوال مدة الفحص.
المعادن: خطر محتمل ومحاذير هامة
يُعد التخلص من جميع الأجسام المعدنية قبل فحص الرنين المغناطيسي ضرورة قصوى للسلامة.
فالمجال المغناطيسي القوي للجهاز يمكن أن يجذب المعادن بقوة، ما يعرضك للخطر وقد يتسبب في تشويش الصور.
تجنب ارتداء أو حمل أي من الأجسام المعدنية التالية:
* المجوهرات (أقراط، ساعات، قلائد).
* دبابيس الشعر.
* نظارات العين.
* بعض أجهزة الأسنان المتحركة.
الأهم من ذلك، يُمنع إجراء الفحص لمن لديهم أجهزة مزروعة تحتوي على معادن، مثل:
* منظمات ضربات القلب.
* المفاصل الصناعية (ما لم تكن مصنفة بأنها آمنة ومتوافقة مع التصوير بالرنين).
* مقاطع تمدد الأوعية الدموية (aneurysm clips).
* زراعة القوقعة.
احرص دائمًا على إبلاغ الفريق الطبي بوجود أي أجهزة مزروعة في جسمك لضمان سلامتك.
مستحضرات التجميل والوشوم: تأثيرات غير متوقعة
قد لا تعلم أن بعض مستحضرات التجميل تحتوي على جزيئات معدنية دقيقة يمكن أن تتفاعل مع المجال المغناطيسي لجهاز الرنين، ما قد يؤثر على جودة الصور، خاصة عند تصوير منطقة الرأس أو الوجه.
لذا، يُنصح بالحضور إلى الفحص ببشرة نظيفة تمامًا وخالية من أي منتجات تجميل، بما في ذلك المكياج، طلاء الأظافر، ومزيلات العرق.
أما بالنسبة للأوشام، خاصة القديمة أو الكبيرة، فقد تحتوي بعض أنواع الحبر على معادن تتفاعل مع الموجات المغناطيسية، ما قد يسبب شعورًا بالحرارة أو لسعات خفيفة في الجلد.
من الضروري إبلاغ الطاقم الطبي بوجود أي وشوم، خصوصًا إذا كانت في المنطقة التي سيتم تصويرها.
الرنين المغناطيسي: تقنية آمنة وخالية من الإشعاع
من أهم مميزات فحص الرنين المغناطيسي أنه لا يستخدم أي نوع من الإشعاع الضار، على عكس الأشعة السينية أو التصوير المقطعي المحوسب (CT).
يعتمد الفحص بدلاً من ذلك على موجات الراديو والمجالات المغناطيسية القوية لالتقاط صور دقيقة للأنسجة الرخوة داخل الجسم، مثل الدماغ والحبل الشوكي والأربطة.
هذه التقنية تجعل الرنين المغناطيسي خيارًا آمنًا ومفضلًا للعديد من المرضى، خصوصًا الذين يحتاجون إلى متابعة طبية دورية.
لتضمن أفضل تجربة وأكثرها أمانًا أثناء فحص الرنين المغناطيسي، تذكر دائمًا أهمية التواصل مع الفريق الطبي وإتباع جميع تعليماتهم.