اكتشاف مبنى قبطي مزين برموز دينية في منقباد: ماذا يعني هذا لمصر؟
شارك الخبر عبر:

في إطار جهود مصر المتواصلة للحفاظ على تراثها الغني وكشف أسراره المدفونة، أعلنت وزارة السياحة والآثار عن اكتشاف أثري مهم في منطقة منقباد بمحافظة أسيوط، يعود تاريخه إلى القرنين السادس والسابع الميلادي. ويُعتبر هذا الكشف إضافة جديدة إلى سجل الاكتشافات التي تروي تاريخ مصر القبطي الزاخر بالفن والرمزية الروحية.

إقرأ أيضا:

برشلونة يخطف راشفورد من مانشستر يونايتد.. فليك يتدخل بنفسه!

رزان مغربي تطمئن جمهورها بعد إصابتها الخطيرة في الرأس خلال حفل غنائي بالجيزة

كيف تسجل في الجامعة السعودية الإلكترونية؟ الدليل الكامل 1447هـ

النيابة تحسم الجدل: وفاة الفنان تامر ضيائي “طبيعية” بعد شجار المستشفى.. لا شبهة جنائية

هل كان يتنبأ بزوال الإخوان؟ عمر سليمان في آخر مكالمة

فيلم “الشاطر” يتصدر شباك التذاكر ويُطيح بأحمد السقا… أمير كرارة يعود بقوة في موسم صيف 2025

أيهم عيادة من نجم “باب الحارة” إلى بائع حلوى في دمشق!

أشرف زكي يُصعّد ضد المؤثرين: مليون جنيه غرامة وتمسك برفض تمثيلهم دون مؤهل فني

مطار الملك فهد يتحول إلى محور لوجستي عالمي.. خطط توسعة ومشاريع تنموية ضخمة

ما تفاصيل صفقة الفطيم وسينومي التي هزّت السوق؟

بعثة مصرية تكتشف مبنى أثري فريد

قامت بعثة أثرية تابعة للمجلس الأعلى للآثار بالكشف عن مبنى أثري مبني من الطوب اللبن ومغطى بطبقة من الملاط الأبيض، ويتكون من مستويين معماريين يحتويان على عدد من الجداريات النادرة التي تعكس الطابع الروحي العميق للفن القبطي في تلك الحقبة.

ويأتي هذا الكشف في ضوء توجيهات الدكتور شريف فتحي وزير السياحة والآثار، بتقديم الدعم الكامل لأعمال التنقيب والترميم.

رموز بصرية تجسّد البصيرة الروحية

من أبرز ما تم العثور عليه، جدارية فنية غنية بالرمزية تُظهر رمز العين يتوسطه وجه بشري، يُعتقد أنه يُجسّد مفهوم “البصيرة الروحية”، وهي من الرموز المتكررة في الفن القبطي، وتدل على اليقظة الداخلية والحكمة الإلهية، خاصة في السياقات الرهبانية التي كانت سائدة في صعيد مصر.

هذه الرمزية العميقة تتيح قراءة جديدة للفكر الديني في العصر القبطي، وتُسهم في فهم الحياة الروحية للرهبان والمجتمع المسيحي المبكر في مصر.

جدارية دينية نادرة: يوسف النجار والسيد المسيح

ومن الاكتشافات اللافتة أيضًا، جدارية نادرة تُظهر وجه رجل يحمل طفلًا صغيرًا، يُرجّح أنه يوسف النجار وهو يحمل الطفل يسوع، في مشهد مؤثر تُحيط به صور لتلاميذ السيد المسيح وكتابات باللغة القبطية.

ويُعد هذا العمل الفني توثيقًا بصريًا فريدًا يُعزز فهمنا لطريقة تصوير الشخصيات الدينية في العمارة القبطية، ويُبرز دقة التعبير اللاهوتي والفني في تلك المرحلة الانتقالية من تاريخ مصر.

أهمية الكشف الأثري في أسيوط

يمثّل هذا الاكتشاف نقطة تحول في دراسة الفن الديني القبطي في صعيد مصر، ويوفر مادة غنية للباحثين لفهم تحوّلات المجتمع المصري في فترة حساسة من تاريخه، حيث بدأت التحولات الثقافية والدينية تأخذ طابعًا أكثر تمايزًا وعمقًا.

كما أن اختيار منطقة منقباد – التي تقع بعيدًا عن المسارات السياحية التقليدية – يفتح الباب أمام مزيد من الاكتشافات غير المتوقعة في مواقع أقل شهرة لكنها زاخرة بالكنوز الأثرية.


مصر ما زالت تكشف أسرارها للعالم

لا يُعد هذا الاكتشاف مجرد حدث أثري، بل هو نافذة جديدة على الماضي الروحي والفني لمصر القديمة. إنه تذكير بأن أرض مصر لا تزال تخفي الكثير من الكنوز التي لم تُكتشف بعد، وأن كل حجر أو جدارية يُمكن أن يروي قصة جديدة عن الهوية المصرية المتجذرة والمتعددة الثقافات.

توقعات بمزيد من الاكتشافات في منقباد

منطقة منقباد تبدو الآن كواحدة من أبرز المناطق الواعدة لأعمال التنقيب المستقبلية، وهو ما يُعزز من مكانة محافظة أسيوط على الخريطة الأثرية لمصر، خاصة فيما يتعلق بآثار العصر القبطي والفن الديني.

شارك الخبر عبر:

قد يعجبك أيضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *