
أوضح أستاذ المناخ بجامعة القصيم سابقًا، الدكتور عبدالله المسند، أن تحديد بداية فصل الصيف يختلف بحسب المرجعية المعتمدة، ما يؤدي إلى ظهور ثلاث روايات متباينة تتبع حسابات مناخية، فلكية، وأخرى مستمدة من الموروث الشعبي العربي.
إقرأ أيضا:
1. التقويم المناخي العالمي: الصيف يبدأ في 1 يونيو
وفقًا لما تعتمد عليه مراكز الأرصاد الجوية حول العالم، فإن بداية الصيف حسب التقويم المناخي تكون في الأول من يونيو، ويمتد حتى نهاية شهر أغسطس.
ويستند هذا التقسيم إلى معدلات درجات الحرارة الفصلية، حيث يُعد يونيو ويوليو وأغسطس من أكثر شهور السنة حرارةً في نصف الكرة الشمالي.
2. الموروث العربي والنجوم: بداية الصيف مع طلوع الثريا في 7 يونيو
في الموروث العربي، يُعتبر نجم الثريا علامة مميزة لبداية الصيف.
ويبدأ الموسم فعليًا في 7 يونيو، وهو تاريخ طلوع الثريا في السماء، ويُعرف بأنه أول نجوم فصل الصيف في التقويم النجمي المحلي.
وقد ارتبطت هذه الظاهرة لقرون بدلالات مناخية وزراعية مهمة في الجزيرة العربية، مثل بداية نضج الثمار وزيادة حرارة الأجواء.
3. الحسابات الفلكية: الانقلاب الصيفي في 21 يونيو
أما من الناحية الفلكية، فيبدأ الصيف مع الانقلاب الصيفي في 21 يونيو، وهو اليوم الذي تتعامد فيه الشمس على مدار السرطان، ما يجعل هذا اليوم الأطول نهارًا في السنة في نصف الكرة الشمالي.
لماذا تختلف تواريخ بداية الصيف؟
أوضح الدكتور عبدالله المسند أن هذا التباين في تواريخ بداية الصيف يعود إلى اختلاف المرجعيات المستخدمة:
المناخيون يعتمدون على بيانات درجات الحرارة.
الفلكيون يحددون المواسم بناءً على حركة الشمس.
بينما الموروث العربي يربط المواسم بظهور النجوم (الأنواء).
وأكد على أهمية فهم هذه الاختلافات، خاصةً عند تفسير التغيرات المناخية وتخطيط الأنشطة الزراعية والميدانية.
خلاصة: أي تاريخ هو الأدق؟
رغم تباين الروايات، فإن كل نظام تقويمي يعكس جانبًا مختلفًا من الواقع المناخي أو الفلكي أو الثقافي، ولا يمكن اعتبار أحدها أدق من الآخر دون النظر إلى السياق والغرض من استخدامه.
فمن يراقب الطقس اليومي سيهتم بالتقويم المناخي، أما من يهتم بالفلك فسيعتمد على الانقلاب الصيفي، في حين يظل الموروث الشعبي العربي مرتبطًا بمواسم الزراعة والمعيشة المحلية.