
في حادثة أثارت صدمة مدوية داخل كوريا الشمالية، شهد الزعيم كيم جونغ أون لحظة درامية تمثلت في انقلاب جزئي لمدمرة حربية جديدة تزن 5000 طن أثناء إطلاقها من حوض بناء السفن بمدينة تشونغجين الساحلية. المشهد الذي كان من المفترض أن يكون عرضاً للقوة والفخر الوطني، تحوّل إلى كارثة بحرية محرجة أفسدت المناسبة تماماً.
إقرأ أيضا:
الغضب الرسمي: كيم يصف الحادث بـ”العمل الإجرامي”
كيم لم يُخفِ غضبه، إذ وصف الحادث بأنه “عمل إجرامي”، واتهم القائمين على المشروع بـ”الإهمال المطلق والتجريب غير العلمي”، متوعداً بمحاسبة المسؤولين عن هذه “النكسة الوطنية”. وكان الزعيم الكوري الشمالي يراهن على هذه السفينة باعتبارها رمزاً لإنجازه السياسي والعسكري، ما زاد من وقع الصدمة.
لحظة الإطلاق: انقلاب مأساوي سحق هيكل المدمرة
خلال لحظة الإطلاق، سقطت مؤخرة المدمرة أولاً في الماء بشكل غير متوازن، ما تسبب في سحق أجزاء من الهيكل وفقدان السفينة توازنها. ورغم غياب التوضيح الرسمي لأسباب الحادث، فإن الصور والتقارير أكدت حجم الفشل، ما اعتبره محللون ضربة قاسية لكبرياء بيونغ يانغ العسكري.
مراقبة دولية: كوريا الجنوبية وأمريكا توثقان الفشل
أكدت هيئة الأركان المشتركة الكورية الجنوبية أن عملية الإطلاق الجانبي فشلت بشكل واضح، وكانت السفينة مائلة في الماء بشكل خطير. المتحدث باسم الهيئة صرّح أن الجيشين الكوري الجنوبي والأمريكي كانا يراقبان العملية، ما يعكس حجم الترقب الإقليمي لأي تحرك عسكري من بيونغ يانغ.
إحراج شخصي أمام الحزب: فشل التخطيط والإعداد
الحادث جاء في توقيت حرج، إذ كان كيم قد أمر بإطلاق السفينة قبل اجتماع حاسم لحزب العمال الحاكم في يونيو. ووفقاً للخبير العسكري يانغ أوك، فإن “فخر كيم قد تلقى ضربة قوية”، مشيراً إلى أن السفينة “لم تكن متوازنة بشكل صحيح من الأساس”، وهو ما يشير إلى قصور في التصميم أو التنفيذ.
تفاصيل السفينة المنكوبة: “تشوي هيون” رمز بحري انهار
يرجح أن السفينة المنكوبة هي ثاني مدمرة من طراز تشوي هيون، والتي كشفت كوريا الشمالية عن أول نسخة منها في أبريل وسط احتفال ضخم. وتعتبر هذه الفئة أكبر ما أنتجته بيونغ يانغ حتى الآن، وتتميز بقدراتها على مواجهة الطائرات والغواصات والصواريخ الباليستية.
صور الأقمار الصناعية تكشف خطة الإطلاق الفاشلة
بحسب موقع “38 نورث” المتخصص في الشأن الكوري الشمالي، فإن صور الأقمار الصناعية أظهرت أن السفينة كانت مهيّأة للإطلاق الجانبي، وهو أمر نادر. وأشار التقرير إلى أن هذا الخيار ربما كان ضرورياً بسبب غياب منحدر بحري ملائم في موقع البناء.
تداعيات الحادث: تأجيل طويل لخطط كيم البحرية؟
المحلل البحري كارل شوستر توقع أن يُسبب هذا الحادث تأخيراً قد يمتد لأشهر في برنامج تحديث الأسطول البحري الكوري الشمالي، مؤكداً أن السفينة وهيكل الإطلاق سيحتاجان إلى إصلاحات شاملة قبل أي محاولة جديدة.
هل تهتز خطط كوريا الشمالية العسكرية بعد هذه النكسة؟
يبقى السؤال مفتوحاً: هل سيتسبب هذا الحادث في إبطاء طموحات كيم جونغ أون البحرية، أم أنه سيحول الفشل إلى دافع لمزيد من التصعيد العسكري؟ لا شك أن الحادث قد قلّص من هيبة بيونغ يانغ في أعين العالم، على الأقل مؤقتاً، لكن ردة الفعل التالية ستكون حاسمة في رسم المسار المستقبلي للبرنامج العسكري الكوري.