
في تحذير صادم هزّ منصات التواصل الاجتماعي، وصف مدرب صحي شهير حمامات الجليد، أو الغطس في المياه المتجمدة، بأنها “أخطر صيحة صحية على الإطلاق”، مشيرًا إلى أنها قد تفضي إلى مشاكل صحية خطيرة تصل إلى فشل الأعضاء الحيوية، وتحديدًا الكلى.
إقرأ أيضا:
هذا التحذير يأتي في ظل انتشار واسع لهذه الممارسة التي يروج لها البعض على أنها مفيدة للصحة.
تجربة مؤلمة تكشف المخاطر: حصوات الكلى عنوانًا
جاء التحذير من المدرب المعروف على إنستغرام باسم @joeinbalance، في مقطع فيديو حصد أكثر من 4.4 مليون مشاهدة.
كشف جو عن تجربته الشخصية المؤلمة بعد عام من المواظبة على الغطس في المياه الباردة، والتي تسببت له في الإصابة بحصوات الكلى.
وصف جو هذا الألم بأنه “أسوأ ألم مرّ به في حياته”.
ويُرجع جو السبب إلى أن حمامات الثلج تُعيق تدفق الدم إلى الكليتين، مما يؤدي إلى تراكم الفضلات في الدم. تتكون هذه الفضلات لاحقًا على شكل بلورات صلبة تشبه الحصى داخل الكلى.
وإن لم تُعالج، قد تتسبب هذه الحصوات في التهابات بولية، انسدادات خطيرة، وقد تصل إلى الفشل الكلوي، وفقًا لما ورد في “ديلي ميل”.
الربط بين البرودة والحصوات: عوامل الخطر
في البداية، لم يربط جو بين الغطس المتكرر والإصابة بحصوات الكلى.
ولكن بعد تكرار ظهور الحصوات، أدرك أن السبب يعود إلى ممارسته حمامات الثلج، قائلًا: “أحببت اندفاع الأدرينالين وارتفاع الدوبامين في البداية، لكن بعد أن أصبت بحصوتين أخريين في وقتٍ وجيز، بدأت أربط النقاط”.
وأضاف أن التعرض للبرد يُسبب أيضًا زيادة التبول والجفاف، وهما عاملان رئيسيان في تكوين الحصوات الكلوية، إلى جانب النظام الغذائي والجينات ونمط الحياة.
الساونا بديلاً آمنًا: تحسن وتوعية
أكد جو أن حالته الصحية تحسنت بشكل كبير، ولم تتكون لديه حصوات جديدة منذ توقفه عن حمامات الثلج قبل ثلاث سنوات.
وهو الآن يدعو إلى نهج صحي بديل يركز على جلسات الساونا، التي يرى أنها تقدم فوائد عديدة مثل تحسين الدورة الدموية، تخفيف آلام العضلات، وإدارة التوتر، دون المخاطر المرتبطة بالغطس في المياه الباردة.
أدلة علمية ومخاطر أخرى: “رجل الثلج” والوفيات
تدعم الأدلة العلمية موقف جو، إذ سجل باحثون في اليابان حالة شاب يبلغ من العمر 27 عامًا أُصيب بفشل كلوي حاد نتيجة الغمر المتكرر في الماء البارد.
يُعرف هذا النوع من العلاج بـ”رجل الثلج”، ويشمل الغطس في مياه متجمدة مصحوبة بتقنيات تنفس خاصة. ورغم ادعاءات ممارسيه بأنه يساعد في علاج بعض الحالات الصحية، إلا أن سجله يشمل سلسلة من الوفيات منذ عام 2015.
يحذر الأطباء من أن صدمة الماء البارد تُحفز الجسم لإفراز هرمونات التوتر مثل الأدرينالين والنورأدرينالين (نورإبينفرين)، وهو ما يُرهق القلب بشكل كبير، ويُعرض الإنسان لفرط تنفس وانخفاض حاد في حرارة الجسم.
ويُحذر الخبراء من أن التعرض المفاجئ للمياه الباردة يُسرع معدل التنفس بأكثر من 10 أضعاف المعدل الطبيعي، ما قد يؤدي إلى مشاكل تنفسية وسكتات قلبية، خصوصًا لدى من يعانون من أمراض القلب أو الضغط.
وبحسب تقارير نُشرت العام الماضي، يُعتقد أن 11 شخصًا على الأقل لقوا حتفهم نتيجة الغطس في المياه الباردة، مما يزيد من أهمية الوعي بالمخاطر، وعدم الانجرار وراء صيحات صحية دون فهم آثارها الجانبية.
هل أنت مستعد لتجربة حمامات الجليد بعد معرفة هذه المخاطر؟