
سلالة إنفلونزا الطيور شديدة الخطورة H5N1 باتت تنتشر في آلاف المزارع حول العالم، ما يثير قلق العلماء من تحولها إلى جائحة بشرية محتملة. ويؤكد الخبراء أن الولايات المتحدة ربما اجتازت بالفعل نقطة التحول الخطيرة، دون أن تدرك ذلك، بسبب ضعف أنظمة المراقبة الصحية.
إقرأ أيضا:
هذه السلالة رُصدت في جميع القارات باستثناء أستراليا، ووصلت إلى طيور البطريق في القطب الجنوبي والإبل في الشرق الأوسط، وتم اكتشافها في جميع الولايات الأمريكية الخمسين، بل وتخطت الطيور لتصيب أكثر من 1000 قطيع من الأبقار، بحسب وزارة الزراعة الأمريكية.
وقد تم تسجيل ما لا يقل عن 70 إصابة بشرية بفيروس H5N1، بينها حالة وفاة واحدة.
🐄 من المزارع إلى البشر: تحذيرات من “عواقب وخيمة”
الدكتورة كايتلين ريفرز، أستاذة علم الأوبئة في جامعة جونز هوبكنز، تحذر من أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة أهدرت فرصاً حاسمة لاحتواء انتشار الفيروس، خاصة مع عدم توحيد الإجراءات بين الولايات، وهو ما سمح للمرض بالانتقال بحرية.
وتقول ريفرز:
“إنفلونزا الطيور لم تعد مجرد أزمة مؤقتة. إنها خطر مستمر ويزداد تعقيداً يوماً بعد يوم. الكشف المبكر بين البشر هو التحدي الأكبر الآن.”
📉 لماذا يشعر العلماء بالقلق من H5N1؟
رغم أن فيروس إنفلونزا الطيور ليس جديداً، إلا أن ما يحدث اليوم مقلق لثلاثة أسباب رئيسية:
عدد الثدييات المصابة غير مسبوق: أكثر من 70 نوعاً تأكدت إصابته، من بينها حيوانات المزارع والبرية وحتى الحيوانات الأليفة.
الانتشار السريع في الأبقار: التي تحتك بشكل مباشر بالبشر يومياً، مما يزيد خطر الانتقال.
الضعف في الجاهزية الصحية: لا سيما مع تغييرات إدارية شملت فصل موظفين متخصصين وتعليق برامج اختبار الفيروس.
🧬 هل ينتقل فيروس H5N1 من إنسان لآخر؟
حتى الآن، لم يتم توثيق انتقال إنفلونزا الطيور من شخص لآخر بشكل مباشر. ومع ذلك، فإن الانتقال السريع للفيروس بين أنواع حيوانية مختلفة في وقت قصير يشير إلى قابلية مرتفعة للتطور والتكيف.
منذ أواخر عام 2024، تم تسجيل إصابات بشرية في دول عدة من بينها الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، المكسيك، الهند، فيتنام وكمبوديا.
ويحذر العلماء من أن استمرار الفيروس في الانتشار دون رقابة مشددة قد يؤدي إلى تحوّله المفاجئ إلى سلالة قادرة على الانتقال بين البشر.
💉 هل يوجد لقاح لإنفلونزا الطيور؟
تطعيم الحيوانات لا يزال مثيراً للجدل. في حين أن دولاً مثل فرنسا والصين والهند تقوم بتطعيم الدواجن، فإن الولايات المتحدة ترددت في ذلك خشية التأثير على صادراتها الزراعية. ولكن مؤخراً، أعطت وزارة الزراعة الأمريكية موافقة مشروطة على لقاح للدواجن ضد H5N1.
أما عن لقاح البشر، فقد تم تخزين ملايين الجرعات احتياطياً، ولكنها مخصصة فقط للعاملين في البيئات عالية الخطورة، مثل موظفي مزارع المواشي والدواجن.
🌍 هل نحن على أعتاب وباء جديد؟
الخبير الكندي كامران خان، مؤسس شركة مراقبة الأمراض “BlueDot”، يرى أن ما يحدث قد يكون الشرارة الأولى لوباء جديد:
“إذا استمر الفيروس في التطور داخل الثدييات، فقد نكون فعلاً في بداية جائحة أخرى، وعلينا التصرف بسرعة قبل فوات الأوان.”
🛡️ ما المطلوب لتفادي الكارثة؟
زيادة الرقابة على المزارع والمناطق البرية
تسريع عمليات التشخيص للحالات البشرية والحيوانية
إعداد خطط تطعيم فعّالة ومستدامة
توعية العاملين في الزراعة والمزارع وتوفير الحماية لهم
تعزيز التعاون الدولي لتفادي تفشي عالمي
خلاصة: هل إنفلونزا الطيور هي الوباء القادم؟
بينما لم تتحول إنفلونزا الطيور حتى الآن إلى مرض ينتقل بين البشر بسهولة، إلا أن سرعة انتشارها، وتعدد أنواع الحيوانات المصابة، والضعف في الاستعدادات العالمية، قد تجعل منها الخطر الصحي الأكبر منذ كوفيد-19.
الوقت لم يفت بعد، لكن النافذة تضيق سريعاً.