
ثورة الذكاء الاصطناعي في مكافحة سوء التغذية: برنامج جديد يتنبأ بالمخاطر في كينيا قبل 6 أشهر
إقرأ أيضا:
طور فريق بحثي متعدد التخصصات برنامجًا متقدمًا للذكاء الاصطناعي يمكنه التنبؤ بحدوث سوء التغذية الحاد لدى الأطفال في كينيا مُسبقًا، بفترة تصل إلى 6 أشهر.
تُعد هذه الأداة نقلة نوعية في جهود الإغاثة، حيث تمنح الحكومات والمنظمات الإنسانية مهلة زمنية حاسمة لتوصيل الغذاء، الرعاية الصحية، والإمدادات المُنقذة للحياة إلى المناطق المعرضة للخطر.
دقة عالية تتجاوز الأساليب التقليدية
وفقًا لموقع “ساينس دايلي”، يتفوق هذا النموذج من التعلم الآلي على الأساليب التقليدية من خلال دمج البيانات السريرية من أكثر من 17 ألف منشأة صحية كينية مع بيانات الأقمار الصناعية حول صحة المحاصيل وإنتاجيتها.
يُحقق البرنامج دقة بنسبة 89% عند التنبؤ بشهر واحد، ويُحافظ على دقةٍ بنسبة 86% على مدار 6 أشهر.
هذا يُعتبر تحسنًا كبيرًا مقارنةً بالنماذج المستخدمة حاليًا، والتي تعتمد فقط على اتجاهات انتشار سوء التغذية التاريخية الحديثة لدى الأطفال.
تعاون عالمي يمهد لنقلة نوعية
تم تطوير هذا النموذج المبتكر من الذكاء الاصطناعي في جامعة ساوث كاليفورنيا، بالتعاون مع خبراء من مختبر مايكروسوفت للذكاء الاصطناعي من أجل الخير، ومؤسسة أمريف هيلث أفريكا، ووزارة الصحة الكينية.
علقت بيسترا ديلكينا، المديرة المشاركة لمركز جامعة ساوث كاليفورنيا للذكاء الاصطناعي في المجتمع، قائلة: “هذا النموذج يُحدث نقلة نوعية.
فباستخدام نماذج الذكاء الاصطناعي القائمة على البيانات، نستطيع رصد علاقات أكثر تعقيدًا بين متغيرات متعددة تعمل معًا لمساعدتنا على التنبؤ بانتشار سوء التغذية بدقة أكبر”.
مواجهة تحدي سوء التغذية في أفريقيا
أكد جيرماو أبيبي تاديسي، كبير العلماء ومدير مختبر مايكروسوفت للذكاء الاصطناعي من أجل الخير في نيروبي، على أهمية هذا المشروع، مشيرًا إلى أن “سوء التغذية يُشكل تحديًا كبيرًا للأطفال في أفريقيا، وهي قارة تواجه انعدامًا كبيرًا للأمن الغذائي يتفاقم بسبب تغير المناخ”.
في كينيا، يعاني 5% من الأطفال دون سن الخامسة – أي ما يُقدر بـ 350 ألف طفل – من سوء التغذية الحاد، وهي حالة تُضعف الجهاز المناعي وتزيد بشكل كبير من خطر الوفاة بأمراض شائعة مثل الإسهال والملاريا.
وفي بعض المناطق، يرتفع هذا المعدل إلى 25%.
عالميًا، يرتبط نقص التغذية بما يقرب من نصف وفيات الأطفال دون سن الخامسة.
هل تعتقد أن مثل هذه الحلول التقنية يمكن أن تكون المفتاح لمكافحة سوء التغذية على نطاق أوسع في المناطق المتضررة؟