تحذير صادم: ساعات العمل الطويلة تغير هيكل الدماغ وتضر بالذاكرة والانتباه
شارك الخبر عبر:

في اكتشاف يثير القلق، كشفت دراسة حديثة عن خطر صحي غير متوقع يرتبط بنظام العمل لساعات طويلة، حتى خلال النهار.

إقرأ أيضا:

تحذير فلكي: 3 أبراج تواجه تحديات مالية وعاطفية في النصف الثاني من 2025

نهى صالح تتزوج في سرية.. وهذا ما كشفته عن الحفل

شاومي تستعد لإطلاق سيارتها الكهربائية الرياضية متعددة الاستخدامات “YU7” ومنافسة “تسلا Y”

قرار ملكي يعيد تشكيل مجلس الخدمة العسكرية وهذه أبرز الأسماء

دراسة تكشف: كلمات الأغاني سلاح فعال لمواجهة المشاعر الصعبة.. لا يقل أهمية عن اللحن

هل تعاني من ارتفاع الحرارة أثناء النوم؟ الأسباب قد تفاجئك

دراسة تكشف: فصيلة الدم A تزيد خطر الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء

أرشيف الجاسوس إيلي كوهين بيد إسرائيل: وثائق ورسائل ووصية مثيرة

مدربة عادات صحية تكشف سر التوقف عن الإفراط في تناول الشوكولا والحلويات

هل اللوز يسبب السمنة؟ الحقيقة الكاملة عن السعرات والشبع

فبالإضافة إلى المخاطر المعروفة مثل أمراض القلب واضطرابات النوم والصحة النفسية، وجدت الدراسة أن تجاوز حد معين لساعات العمل يؤدي إلى حدوث تغييرات هيكلية ملموسة في الدماغ، مما يؤثر سلبًا على الذاكرة والانتباه وقدرات اتخاذ القرار.

نُشرت نتائج هذه الدراسة الهامة في مجلة الطب المهني والبيئي (Journal of Occupational and Environmental Medicine)، حيث أوضح الباحثون أن تجاوز حاجز 52 ساعة عمل أسبوعيًا يرتبط بتغيرات ملحوظة في بنية الدماغ، خاصة في المناطق المسؤولة عن وظائف حيوية مثل التخطيط، والتنظيم العاطفي، والوظائف التنفيذية العليا.

الرنين المغناطيسي يكشف التأثير الصامت لساعات العمل المفرطة على الدماغ:

اعتمد الباحثون من جامعة “يونسي” الكورية الجنوبية في دراستهم على بيانات طويلة الأمد شملت 110 موظفًا في القطاع الصحي.

خضع جميع المشاركين لفحوصات بالرنين المغناطيسي للدماغ، وتم تقسيمهم إلى مجموعتين بناءً على ساعات عملهم الأسبوعية:

* المجموعة الأولى (32 موظفًا): يعملون أكثر من 52 ساعة أسبوعيًا.

* المجموعة الثانية (78 موظفًا): يلتزمون بالحد الطبيعي لساعات العمل.

وقد كانت النتائج لافتة ومثيرة للقلق.

فعلى الرغم من أن المجموعة التي تعمل لساعات أطول كانت أصغر سنًا وأعلى من حيث المستوى التعليمي، إلا أن فحوصات الرنين المغناطيسي لأدمغتهم أظهرت تغيرات هيكلية واضحة مقارنة بالمجموعة التي التزمت بساعات العمل الطبيعية.

ومن أبرز التغيرات التي توصلت إليها الدراسة:

* زيادة ملحوظة بنسبة 19% في حجم التلفيف الجبهي الأوسط (Middle Frontal Gyrus): وهي منطقة دماغية أساسية مسؤولة عن الانتباه والذاكرة العاملة (Working Memory).

* تغيرات هيكلية أخرى في مناطق دماغية مسؤولة عن اتخاذ القرارات المعقدة وتنظيم الاستجابات العاطفية.

العمل المفرط: قضية صحية مهنية تتجاوز الإنتاجية:

أكد الفريق البحثي أن هذه النتائج القوية تدعم بشكل قاطع فكرة ضرورة اعتبار ساعات العمل الطويلة قضية صحية مهنية بالغة الأهمية، وليست مجرد مسألة تتعلق بزيادة الإنتاجية أو كفاءة العمل.

وفي تعليق لها على نتائج الدراسة، صرحت روث ويلكنسون، رئيسة قسم السياسات في مؤسسة السلامة والصحة المهنية (IOSH): “نحن نواجه حاليًا وباءً صامتًا من ساعات العمل الطويلة.

هناك توقعات خفية وغير معلنة بأن يكون الموظف متاحًا دائمًا وفي أي وقت، مما يسلب حقه الأساسي في الانفصال عن العمل والحصول على وقت للراحة والاسترخاء.”

وأضافت ويلكنسون أن ما يُعرف بـ “الحبر الصغير” في بيئة العمل يشير إلى الضغوط غير المكتوبة التي يواجهها الموظفون، مثل ضرورة الرد الفوري على رسائل البريد الإلكتروني والمكالمات المتعلقة بالعمل خارج ساعات الدوام الرسمية.

هذه الضغوط تؤدي فعليًا إلى تمديد ساعات العمل إلى ما بعد الاتفاقات الرسمية، مما يزيد من خطر الآثار الصحية السلبية، وذلك وفقًا لما ورد في صحيفة “ذا صن”.

أرقام مثيرة للقلق حول ساعات العمل المفرطة:

* تشير الإحصائيات إلى أن 24% من العاملين في المملكة المتحدة يتجاوزون بانتظام الحد القانوني لساعات العمل الأسبوعية البالغ 48 ساعة.

* كما أن أكثر من 50% من العاملين يفحصون رسائل البريد الإلكتروني المتعلقة بالعمل خارج أوقات الدوام الرسمية.

تحذير عالمي: العمل المفرط يودي بحياة مئات الآلاف سنويًا:

وفقًا لتقديرات منظمة العمل الدولية (ILO) الصادمة، يؤدي الإفراط في العمل إلى وفاة أكثر من 800 ألف شخص سنويًا حول العالم.

تعزى هذه الوفيات بشكل أساسي إلى الأمراض القلبية الوعائية، واضطرابات التمثيل الغذائي الخطيرة، ومشاكل الصحة النفسية المتفاقمة المرتبطة بالإجهاد المزمن.

هل هناك حلول للتخفيف من هذه المخاطر؟

تشير دراسات حديثة إلى بعض الاستراتيجيات التي قد تساعد في تقليل المخاطر الصحية المرتبطة بنظام الورديات وساعات العمل الطويلة.

على سبيل المثال، قد يقلل تنظيم توقيت الوجبات من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية لدى العاملين في الورديات الليلية.

بالإضافة إلى ذلك، قد يكون لتناول مكملات الميلاتونين تأثير وقائي ويخفض خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان بين هذه الفئة من العاملين.

تؤكد هذه الدراسة الأخيرة على الحاجة الملحة لإعادة تقييم أنظمة العمل وساعات العمل المسموح بها، وضرورة وضع حد أقصى واقعي لساعات العمل الأسبوعية لحماية صحة العاملين الجسدية والعقلية، وتقليل المخاطر الهيكلية التي قد تلحق بأدمغتهم على المدى الطويل.

إن صحة الدماغ ووظائفه الحيوية يجب أن تكون أولوية قصوى في أي بيئة عمل.

شارك الخبر عبر:

قد يعجبك أيضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *