
حذّر خبراء بشدة من الانتشار الواسع لبخاخات تسمير الأنف عبر منصات التواصل الاجتماعي، مؤكدين ارتباطها المحتمل بسرطان الجلد القاتل، بالإضافة إلى آثار جانبية خطيرة أخرى.
إقرأ أيضا:
وفقًا لتقرير صادر عن معهد معايير التجارة المعتمد (CTSI)، فإن هذه البخاخات غير الخاضعة للرقابة، والتي يزعم مروجوها أنها تسرع عملية اكتساب السمرة، قد تتسبب أيضًا في أعراض مقلقة مثل الغثيان والقيء وارتفاع ضغط الدم.
وناشد خبراء CTSI الجمهور بتجنب أي منتجات تسمير يتم استنشاقها أو ابتلاعها بشكل قاطع.
يزعم البائعون أن هذه البخاخات تعمل عن طريق إدخال مادة كيميائية تُعرف باسم ميلانوتان 2 إلى الجسم.
هذه المادة محظورة في المملكة المتحدة نظرًا لمخاطرها الصحية المحتملة، إلا أنها تعمل على تغميق لون الجلد.
بينما تحقق مادة ميلانوتان 2 اسمرارًا للجلد، يحذر الأطباء من أنها “قد تحفز أيضًا تغيرات غير طبيعية في خلايا الجلد كرد فعل على التعرض للأشعة فوق البنفسجية”.
هذه التغيرات هي التي قد تزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بسرطان الميلانوما، وهو أخطر أنواع سرطان الجلد وأكثرها فتكًا.
المثير للقلق هو أن هذه البخاخات يتم تسويقها كمنتجات تجميلية وليست كأدوية، مما يعني أنها لا تخضع لنفس المستوى الصارم من الرقابة.
وقد شهدت شعبيتها ارتفاعًا ملحوظًا في الآونة الأخيرة، خاصة مع توقعات مجلس الجمال البريطاني بوصول سوق التسمير الذاتي إلى 746.3 مليون جنيه إسترليني بحلول عام 2027.
وقد دق معهد CTSI ناقوس الخطر بشأن الاتجاه المتزايد لاستخدام بخاخات التسمير الأنفي المنكهة، بالإضافة إلى القطرات والحلوى المطاطية التي تحمل نفس الادعاءات. وحذر المعهد من أن بائعين “عديمي الضمير”، على حد وصفهم، ينشرون صورًا لهذه المنتجات على منصات مثل فيسبوك وتيك توك، مع الإشارة إلى توفرها بنكهات جذابة للأطفال مثل الخوخ، وعلكة الفقاعات، والعنب، والفراولة، والليمون الحامض.
أعربت الهيئة التنظيمية عن خشيتها من أن تصبح هذه المنتجات أكثر انتشارًا بين الشباب، مما قد يؤدي إلى “وباء بين الشباب” على غرار ما حدث مع السجائر الإلكترونية التي تُستخدم لمرة واحدة، وفقًا لما صرحت به سوزانا دانيلز، الرئيسة التنفيذية لجمعية “ميلانوما فوكس” الخيرية المتخصصة في سرطان الجلد.
من جانبه، أكد غاري ليبمان، رئيس جمعية “أسِرّة الشمس”: “بخاخات الأنف ليس لها مكان على الإطلاق في صالونات التسمير الاحترافية”.
وقد شاركت جين أتكين، الفائزة السابقة بلقب ملكة جمال بريطانيا العظمى، تجربتها المؤلمة مع هذه المنتجات، حيث ذكرت أنها استخدمت أحد هذه البخاخات مرتين فقط، لتظهر بعدها علامة بنية داكنة بشكل مفاجئ على جبينها لم تختفِ منذ ذلك الحين. وأضافت أنها عانت من ندوب دائمة بعد استخدام بخاخ تسمير أنفي اشترته من إنستغرام، قائلة: “للأسف، قررت استخدامه وانجرفت مع موضة تسمير الأنف، لقد سبب لي الرعب، وجعلني أشعر بغثيان وغرابة شديدة”.
يُذكر أن الورم الميلانيني هو شكل خطير من سرطان الجلد يبدأ في الخلايا الصباغية التي تنتج الميلانين.
على الرغم من أنه أقل شيوعًا من أنواع سرطان الجلد الأخرى، إلا أنه يعتبر أكثر خطورة نظرًا لقدرته على الانتشار إلى أعضاء أخرى في الجسم بسرعة أكبر إذا لم يتم علاجه في المراحل المبكرة.
في ضوء هذه المخاطر الجسيمة، يشدد الخبراء على ضرورة توعية الجمهور بمخاطر بخاخات تسمير الأنف والحذر من الانسياق وراء الإعلانات المضللة على وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدين أن الحصول على سمرة آمنة وصحية لا يكون إلا من خلال الطرق التقليدية والآمنة.