
اجتاح ترند جديد وغريب عالم الطعام على منصات التواصل الاجتماعي خلال الأيام القليلة الماضية، يتمثل في غمس شرائح التوست الأبيض المحشو بالجبنة الكريمية داخل مزيج دافئ من الشاي بالحليب.
إقرأ أيضا:
وقد حظي هذا المزيج باستحسان واسع من قبل العديد من صناع المحتوى الذين أشادوا بمذاقه “الاستثنائي” و”غير التقليدي”، مؤكدين أنه يقدم تجربة طعام “سهلة” و”سريعة” و”لذيذة” لا يضاهيها أي إفطار آخر.
وقد انتشرت العديد من مقاطع الفيديو على منصة “تيك توك” بشكل خاص، حيث شارك المستخدمون تجاربهم مع هذه الوصفة، مؤكدين على بساطة تحضيرها ومذاقها الفريد الذي يستحق التجربة كوجبة إفطار شهية.
إلا أن هذا الترند الجديد لم يسلم من الانقسام في آراء المتابعين.
فبينما عبّر البعض عن حماسهم الشديد لتجربة هذا المزيج الغذائي الغريب والمثير للفضول، رفض البعض الآخر الفكرة تمامًا، معتبرين أنها غير شهية على الإطلاق وقد تكون غير مستساغة.
وفي المقابل، وجهت فئة من المستخدمين انتقادات لاذعة لبعض المقاهي التي استغلت هذا الترند الرائج وقامت بطرح هذا الطبق بأسعار مبالغ فيها بشكل كبير، على الرغم من بساطة مكوناته الأساسية وتوفرها بتكلفة قليلة.
وقد دعا هؤلاء المستخدمون المتابعين إلى تحضير هذا المزيج منزليًا بدلاً من دفع مبالغ غير مبررة في المقاهي.
وعلى جانب آخر، ظهرت تعليقات لمستخدمين آخرين أوضحوا أن هذا الترند الذي يتم تداوله حاليًا ليس جديدًا كما يشاع، ولكنه في الواقع “أكلة” أو وجبة خفيفة يستمتع بها أبناء بعض البلدان والثقافات منذ زمن طويل، وليست ابتكارًا حديثًا.
تحذيرات من “ترند التوست بالشاي بالحليب”: مذاق حلو يخفي أضرارًا صحية جسيمة!
إلا أن هذه الوصفة التي تبدو للوهلة الأولى بريئة وسريعة التحضير، تخفي خلف مذاقها الحلو والظاهري أضرارًا صحية جسيمة، وذلك بحسب ما أكدته أخصائية التغذية العلاجية والصحة العامة، شيماء حكيم، في تصريحات خاصة لموقع “24”.
وقد وصفت الدكتورة شيماء هذه الوجبة بأنها نموذج صارخ لوجبة غذائية غير متوازنة ترفع بشكل كبير من خطر مقاومة الجسم لهرمون الإنسولين، وهو مقدمة للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
وأوضحت الدكتورة شيماء الحكيم أن هذه الوجبة لا تصلح إطلاقًا لبدء اليوم بها كوجبة إفطار، مؤكدة أن وجبة الفطور تعتبر الوجبة الأهم والأكثر تأثيرًا على مدار اليوم بأكمله.
ويُفترض أن تكون وجبة الإفطار متكاملة في عناصرها الغذائية الأساسية لدعم التركيز الذهني، وضبط الحالة المزاجية، وتنظيم إفراز الهرمونات المختلفة في الجسم، خاصة في الساعات الأولى من النهار التي تتطلب طاقة واستقرارًا.
وأشارت إلى أن مزيج الشاي بالحليب مع شرائح التوست الأبيض المصنوع من الدقيق المكرر والجبنة الكريمية الغنية بالدهون المشبعة يفتقر بشكل كبير إلى البروتينات الضرورية لبناء الأنسجة والشعور بالشبع، والألياف الغذائية الهامة لتنظيم عملية الهضم وخفض مستويات السكر في الدم، والدهون الصحية غير المشبعة التي يحتاجها الجسم للحصول على الطاقة ودعم وظائف المخ والقلب.
مكونات الفطور المتوازن: أساس يوم صحي ومليء بالطاقة
أضافت الدكتورة شيماء أن وجبة الفطور المتوازنة والصحية ينبغي أن تحتوي على مصدر غني بالبروتين مثل البيض المسلوق أو المقلي بزيت صحي، أو الجبنة القريش قليلة الدسم، أو الفول المدمس الغني بالألياف والبروتين النباتي.
بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تتضمن وجبة الإفطار كربوهيدرات معقدة وبطيئة الامتصاص مثل شرائح التوست المصنوع من الحبوب الكاملة أو دقيق الشوفان الغني بالألياف.
كما نصحت بإضافة ثمرة فاكهة طازجة أو كمية من الخضروات الورقية للحصول على الفيتامينات والمعادن الضرورية، بالإضافة إلى تضمين الدهون الصحية مثل زيت الزيتون البكر الممتاز أو الأفوكادو بكميات معتدلة.
كما قدمت نصيحة هامة بتأخير تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل الشاي أو القهوة إلى ما بعد تناول وجبة الإفطار بساعتين على الأقل.
وأوضحت أن مكونات الشاي، وخاصة مادة التانين، يمكن أن تعيق عملية امتصاص الجسم للعديد من العناصر الغذائية الهامة الموجودة في الطعام، مثل الحديد والكالسيوم، مما يقلل من الفائدة الغذائية للوجبة.